Saturday, January 13, 2007

اضطهاد أهل السنة في ظل أسبوع الوحدة الإسلامية في إيران

انتهت احتفالات النظام الإيراني بما أسماه كذباً وزوراً بأسبوع الوحدة الإسلامية (من 12 - 17 ربيع الأول) والنظام الإيراني الحاقد كما أشرنا مراراً وتكراراً بصدد تشييعه للسنة، ولهذا فهو يريد غسيل أدمغة كل الذين جرّهم إلى هذه المؤتمرات التآمرية، وذلك لإضفاء الشرعية على بدعه التي لا توافق الشرع الصحيح ولا تتفق مع العقل السليم، فهو يجر هؤلاء المعممين الأذلاء إلى هذه الجلسات ثم يعلن الفتاوى التي صدرت عنهم كرهاً وقسراً باسم مقررات هذه المؤتمرات وينشرها في العالم - ويخلفها للأجيال القادمة - باسم فتاوى المتفقة بين السنة والشيعة إمعاناً في الخداع والزور.

هذا كله يجري في الوقت الذي لا يجرؤ فيه أحد من مشايخ السنة - إن وجد بعد كل هذه الاغتيالات المستمرة - على التفوه بما يخالف مذهب الشيعة وإلا فمصيره هو مصير إخوانه الشهداء الذين مضوا تحت التعذيب ولقوا ربهم، حيث شهدنا في عام 96 وحده اغتيال قرابة عشرة من خيرة العلماء وأكبرهم.

ويجب التنوبيه أن هذا الأسبوع سمي لدى السنة في إيران بأسبوع الوحشة بدل أسبوع الوحدة لما يقترفه النظام ضد السنة من إهانة لعقائدهم وتوزيع الكتب التي تخالف مذهبهم في السب والشتم لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى في مناطقهم، ونسرد بعض مآسي السنة وتمثيليات الدولة في هذا الأسبوع:

1 - ألقت المخابرات الإيرانية القبض على ثلاثة من طلاب العلوم الدينية ممن كانوا يدرسون في مدرسة سنية المسماة بمخزن العلوم في مدينة خاش - إحدى مدن بلوشستان الإيرانية - وكان هؤلاء الطلبة من مدينة بندر عباس، ثم نقلوا إلى مدينة زاهدان وفي نفس الوقت قاموا بالتحقيق مع مدير المدرسة الشيخ يارم محمد رغي في مكتب المخابرات وهددوه إن لم يفصل الطلاب غير البلوش من المدرسة الدينية - وذلك بغية قطع أدنى ارتباط بين السنة في إيران - علماً أن العالم الفاضل لمدينة بندر عباس وصاحب المدرسة هناك الشيخ صالح ضيائي اغتالوه في عام 96 وقطعوه إرباً إرباً، وطلبوا منه إغلاق مدرسته قبل اغتياله فرفض، ثم طلبوا وكيل المدرسة الشيخ عبد الخالق ملا زهي إلى مكتب الأمن، وأمروه بفصل هؤلاء الطلبة وهددوه إن لم يفعل بتدخل الحكومة والأمن! وبعد ذلك ذهب مدرسان من المدرسة وهما الشيخ محمد غفل وحافظ عبد القهار إلى زاهدان، ليعرفا مصير طلابهم وبمجرد وصولهما تأمرهما المخابرات بالوقوف من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساحة الخامسة مساءً تحت أشعة الشمس المحرقة وتمنع عنهما الماء وتحظر عليهما الوضوء والصلاة... ثم تبعد المخابرات هؤلاء الطلاب وترسلهم إلى بندر عباس.

2 - انتهى أسبوع الوحشة - الذي سمي تقية بالوحدة - هذا العام كغيره من أعوام مضت بجميع ألوان النفاق والكذب والمخادعة، وكان هناك عدة لجان في المؤتمر سميت باللجان العلمية والتحقيقية! منها لجنة التقية! حيث تم بحث موضوع التقية - وربما ذلك لإضفاء صفة الشرعية على أكاذيب الآيات والحجج - ووافق عليها - طبعاً للعادة - السنة والشيعة، إنها القوة! ثم تلا أحد مشايخ البلوش المنسوب إلى السنة ممن عرف بتزلفه للنظام ونفاقه تقرير المؤتمر وأذيع في التلفاز.

أما اللجنة الثانية فقد بحثت موضوع المذاهب الكلامية في الإسلام ونشأتها ووجودها، وأثبت الشيعة بالقوة طبعاً أن مذهبهم الكلامي كان موجوداً (1) في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن المذاهب الكلامية السنية! (2) على حد قولهم ولدت في القرنين الثاني والثالث.

ويعلم الباحثون جيداً أن منشأ علم الكلام كان بتأثير ترجمة كتب الفلسفة اليونانية وقد تم ذلك في عهد المأمون العباسي ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكان ذلك حركة انحرافية افتتنوا بها بمؤامرة نصرانية واضحة.

أما آخر المهازل التي تمخضت عنها احتفالات أسبوع الوحشة هذه فهو عرض فلم على المؤتمرين، فيه عدد من طلاب العلم السنة تم انتزاع الاعترفات منهم تحت التعذيب - كما هو مشهور - مما يجعلها عارية عن أية صفة شرعية وقانونية، وقد أرغمتهم المخابرات على الإدلاء بهذه الاعترافات تحت الضغط - إثباتاً للوحدة الإسلامية! وما ذاك إلا ليأخذوا في الواقع إقراراً من المؤتمرين المغلوبين على أمورهم بحكم إعدام هؤلاء الطلاب بشكل رسمي ونذكر منهم على سبيل المثال: الشيخ عبد العزيز قندابي بعد سنتين من التعذيب والسجن، وهو من المشايخ المتخرجين من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان له نشاط بالدعوة وبناء مسجد في قريته، كان يتلو اعترافاته بأنني تقاضيت أموالاً من السعودية وكنت أروج الوهابية! - التهمة الدائمة لمشايخ السنة - وكنت أستعين بهذه المساعدات المادية والمعنوية بالفعل في دعوتي إلى الوهابية، وكنت أدرس العقيدة الواسطية لابن تيمية وكتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب - يالهما من تهمة وجرم خطير! - وأنا وهابي ولكنني الآن تائب وأقدم اعتذاري للجمهورية الإسلامية! طالباً العفو والرحمة.

وفي هذا المؤتمر الذي سموه بالوحدة ويجب حضور جميع أئمة الجمعة والجماعات! عرضوا أيضاً فيلماً آخر، اعترف فيه ثلاثة من طلبة السنة من قرية لوتك - من توابع زابل - على أنهم من جماعة تسمى الفرقان، وأنهم قد تدربوا في أفغانستان وجاؤوا لاغتيال إمام جمعة الحكومة محمد نيشابوري.

وما يعرفه جميع شعب إيران من هذه المهازل أن هذه الاعترافات والمحاكمات كلها تتم تحت التعذيب والمخابرات تصنع ذلك لأهداف سياسية في المنطقة، ثم بعد إتمام هذه التمثيلية المخزية قام ممثل الجمعة نيشابوري وهدد أهل السنة الحاضرين قائلاً: إن من حق الدولة أن تضع الرصاص المذاب على فم هؤلاء - ولم لا؟! وهي ستفعل ذلك كل يوم - وهدد بأنها ستفعل ذلك، كما هدد الحضورالضيوف في المؤتمر، ليزيدهم خوفاً ورعباً، وهذه هي الوحدة الإسلامية في ظل نائب المهدي وجنوده! التي صنعتها الدولة الشيعية وجعلت السنة في إيران يترحمون على إسرائيل!!.

وبعد انتهاء الجلسة ذهب بعض مشايخ السنة والتقوا بمندوب ولي الفقيه الحاكم رأس الفساد وقدموا شكوى بأن محمدي نيشابوري إمام جمعة الحكومة يهددنا، إلا أن المخابرات طلبتهم للتحقيق معهم بعد ذلك، فاضطر بعضهم إلى سحب توقيعه وحذفه من شكوى التظلم تلك.

ثم اجتمع رؤوس المؤامرات من أهل زابل الشيعة الذين هم من أشرس عناصر المخابرات في بلوشستان وأشدهم لؤماً وخسة وحقد على أهل السنة وكلهم من شورى أمن المحافظة، اجتمع هؤلاء على الفور برفقة النائب في المجلس (نورا) ودهموه (رئيس جامعة بلوشستان والتي لا يبلغ عدد البلوش فيها عدد الأصابع، وشهرياري رئيس كلية الطب والمستشفيات، وجمع آخر من الأوباش والأراذل، ليذهب الجميع إلى طهران ويجروا مع المسؤولين بعض المحادثات والمؤامرات التي يصرون فيها على أن لا تضعهم حكومة خاتمي الجديدة جانباً وتنحيهم عن السلطة في المحافظة - رغم أن خياناتهم وفسادهم وسرقاتهم اشتهرت بين الشيعة قبل السنة - وإلا فستقع المنطقة في أيدي البلوش فيتقووا بذلك ولن يمكن بعدها السيطرة عليهم وستنشر الوهابية!.

ومكتب أهل السنة في لندن حيث يستنكر هذه الأعمال البربرية التي هي من مخلفات القرون الوسطى والمتحدرة من حقد جنود إمام الزمان! لتعلن هذه الأخبار ليطلع عليها عموم الناس ليتعظوا بها (3) . ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾.

المصدر: مجلة السنة - العدد 69.

--------------------------------------

(1) - مع أن القوم ورثة المعتزلة في غالب آرائهم الكلامية.

(2) - مع أن علم الكلام كله هراء في هراء، وقال الأئمة قديماً: من تعلم العلم بالكلام تزندق (أحمد)، وقال الشافعي: يجلد علماء الكلام جزاء لما تركوا السنة وأقبلوا على الكلام.

(3) - كما أن المخابرات الإيرانية بدأت تلاحق - في هذا الأسبوع - الشيخ الداعية عبد القادر ترشابي، فهرب إلى الجبال ثم إلى باكستان ويعيش الآن هناك في المنفى كغيره من دعاة أهل السنة الهاربين من إيران.


No comments: