Saturday, January 13, 2007

اكتشاف 1500 احفور لديناصورات في بلوشستان

أعلن علماء آثار باكستانيون اكتشاف 1500 أحفور لعظام ديناصورات في 16 منطقة في إقليم بلوشستان "جنوب غرب".
وأعلن غضنفر عباس المتحدث باسم مركز الدراسات الجيولوجية في باكستان أن هذا الاكتشاف "هو الأهم" في منطقة برخان على بعد 320 كلم جنوب شرق كويتا كبرى مدن بلوشستان في غضون عام.
واكتشفت هذه الأحافير التي يتراوح عمرها بين 65 و 72 مليون سنة الباحث صديق ملكاني الذي سبق وحدد الأحافير الأولى في المنطقة في العام ألفين، حسبما أوضح عباس في مؤتمر صحافي.
وكان المركز أعلن في كانون الأول الماضي اكتشاف بقايا 102 عظمة ديناصورات خلال عمليات تنقيب أجريت في منطقة جبال كوخ-أي-سلمان.


خطة لإبادة السنة في إيران خلال 50عاما

أحد ضحايا السنة في إيران
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/image18.jpg
http://www.khomainy.com/inside/articles.php?ID=100

ذكر المعارض الإيراني "محسن ميرى" أن حكام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وضعوا خطة طويلة الأجل لتصفية الوجود السني في إيران، في مدة لا تتعدى الخمسين عامًا؛ وذلك من خلال الترحيل القصري أو التحول المذهبي عن مذهب أهل السنة والجماعة إلى التشيّع أو القتل والإعدام.
وبحسب "مجلة الراصد" تشير الخطة الإيرانية إلى أنه إن لم تستطع حكومة إيران قلع جذور أهل السنة في إيران، فيجب عدم السماح لهم أن يكونوا متمسكين بدينهم وعقيدتهم حتى تتم إزالة أهل السنة من إيران في خلال الخمسين سنة الآتية.
وتنفيذًا لتفاصيل الخطة قامت المخابرات الإيرانية بإغلاق المدارس الدينية لأهل السنة في كردستان وشمال شرق إيران، كحوزة الإمام الشافعي في مهرآباد والمدرسة الدينية في صالح آباد (سرخس)، والحوزة العلمية في مدينة مريوان المسماة بدرغاه شيحان، وحتى التكايا الصوفية المنتسبة للسنة أيضاً لم تنج من هذا الهجوم الشرس للمخابرات الإيرانية.
كما أبيدت قرى سنية عديدة ومساجدها، واضطر الأهالي للهجرة إما إلى خارج البلد، وهو بالضبط ما تريده الدولة، وإما إلى القرى الشيعية ليعيشوا أذلاء وهم يشهدون الإهانة المتواصلة، أو ليتشيعوا بعد ذلك كما حدث في بعض قرى بير جند وقرى زابل.
وأضاف "محسن ميري" أن أهل السنة في إيران مضطهدون ومضيّق عليهم فهم يعيشون مثل الأسرى، فالشيعة إذا كانوا أقوياء بغوا وطغوا لمعرفتهم أن لا أحد يسألهم، أما إذا كانوا ضعفاء أخلدوا إلى الأمن، وأظهروا المودة والمحبة لأهل السنة، وإذا قويت شوكتهم عاثوا فيهم قتلاً واضطهادًا، واغتصابًا وإجرامًا.
هذا، والكثير من علماء الدين في بلوشستان الإيرانية يتم اقتيادهم إلى السجن دون جرم إلا أنهم من المذهب السني، وكل الشواهد تدل على أن المخابرات الإيرانية هي التي تقف وراء تلك العمليات بأمر من خامنئي؛ بهدف إخلاء إيران من علماء السنة ليتسنى لهم تشييع البلد كليًا بعد ذلك، كما كتبوا ذلك في مخططاتهم الخمسينية.
ويقول محسن ميرى إننا نناشد المسلمين النصرة ونناشد الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية تقصي الأمور، وإدانة التعصب الطائفي، لعل هذا يردعهم عن الاستمرار في هذه الممارسات؛ فيتوقفوا عن قتل العلماء الأبرياء وهدم المساجد والمدارس، ويتركوا أهل السنة يعيشون في إيران كغيرهم من الأقليات.
جدير بالذكر أن السنة يعدون ثاني أكبر نسبة في إيران من حيث عدد السكان، إذ أن عددهم يصل إلى ثلث البلد أي من 15 إلى 20 مليون نسمة، وفي مدينة طهران التي يسكنها سبعة ملايين نسمة، لا يوجد مسجد واحد لأهل السنة، بالرغم من وجود اثني عشر معبدًا للنصارى، وأربعة لليهود بخلاف معابد المجوس.

http://www.h-alali.net/n_open.php?id...a-0010dc91cf69


البلوش في ايران تحت وطأة الضغوط

البلوش جماعة مسلمة تسكن منطقة بلوشستان ـ سيستان المحاذية للحدود الايرانية ـ الباكستانية في جنوب شرقي ايران، يشتكون ايران الى المجتمع الدولي بسبب الضغوط الممارسة عليهم وانتهاكات حقوق الانسان. وكانت شيرن عبادي صاحبة جائزة النوبل للسلام قد صرحت بان "ايران لا تحمي حقوق المجموعات الاثنية المقيمة في البلاد وتحتقر العرب". وكما هو معروف ان استيطان المجموعات التي هي ليست من اصول فارسية على الاغلب في المناطق المحاذية للحدود يؤدي الى عدم ارتياح لدى السلطة.
وتفيد مصادر موثوقة بان الادارة الايرانية تقوم وبحجة فتح مناطق استيطانية جديدة، بهدم منازل الشعب البلوشي المسكين وترسلهم الى المناطق البرية. ولهذا السبب بات الالاف من الاناس في ميناء شهبار ببلوشستان بلا منازل. ولم يمنح الشعب اية تعويضات مقابل منازلهم او أية اماكن استيطانية جديدة بدلاً عن المهدومة. وتم استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المدنيين خلال تلك الممارسات. فبينما أصيب العديد من الاشخاص بجروح في الاحداث التي وقعت، كان هناك بعض المعتقلين ايضاً، كما علم مقتل شخص واحد. ويدّعي المسؤولون بان هؤلاء الاشخاص ليست لديهم وثائق قانونية وقد شيدوا منازلهم دون الحصول على الرخص.
وجاء في البيان الذي صدر عن حزب الشعب البلوشستاني حول الموضوع مايلي :
" تستهدف الحكومة الايرانية وبشكل منتظم وضمن برنامج مدعوم من قبل الدولة تغيير التوازن السكاني لبلوشستان وجعل الشعب البلوشي في موقع الاقلية في بلاده. وبانكارها للحقوق الانسانية للشعب في بلوشستان، تسببت في تحول الظروف الاقتصادية والاجتماعية الى وضع سيئ. حيث لم يطلب أحد لحد الآن أية وثيقة من القاطنيين في هذه المنطقة. فبدلا من ان تقوم الحكومة بتوفير ظروف افضل للعيش لهم، تعمل على ابعادهم عن بلاد اجدادهم. فبدورنا نناشد المؤسسات الدولية الناشطة في مجال حقوق الانسان تنديد الممارسات اللانسانية والعمليات العسكرية وكذلك العمل على ممارسة الضغط على السلطة لايقاف سياسة الصهر العرقي في بلوشستان. ان على المجتمع الدولي مساعدة الشعب البلوشي في ايران في نضاله الذي يقدمه من اجل نيل حقوقه الثقافية والوطنية."
هذا ويؤكد الخبراء ان الاشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على هويتهم والحصول على التلعيم بلغتهم الى جانب اللغة الفارسية وبالرغم من اتهامهم بتهم مختلفة، فانه يصعب التستر على مشاكلهم ويتم الاعراب عنها بشكل من الاشكال، مشيرين الى ان الوضع هذا يضع امام الانظار السياسة الاثنية التي تنتهجها الادارة الايرانية تجاه المواطنين من غير الفرس.

أهل السنة في إيران بين تحديات الواقع وأفاق المستقبل

تحتل إيران موقعا مهما في الخريطة السياسية والاستراتيجية إقليميا وعالميا,فهذا البلد المتسع المترامي الأطراف والغني بموارده كان مركزا لحضارة وإمبراطورية عظيمة، فإيران تقع في القلب للقارة الآسيوية, يحدها من الشمال دول الاتحاد السوفيتي (سابقا) ومن الشرق أفغانستان وباكستان ومن الغرب العراق وتركيا, ومن الجنوب خليج عمان والخليج العربي, وتبلغ مساحتها 1،648 مليون كم منها 1،636ميليون كم يابسة و12000كم مياه , ويبلغ طول حدودها البرية 5440 كم , كما يبلغ طول شريطها الساحلي قرابة 2440كم على طول الخليج العربي وخليج عمان وقرابة 740 كم بحر الخزر.

وقلب إيران الجغرافي هو الهضبة الإيرانية التي ترتفع عن سطح البحر ارتفاعات تتراوح بين 1000و1500 متر يحيط بها مجموعة جبال شاهقة أهمها مجموعة جبال زاجروس التي تتمدد مكونة مجموعة من الوديان والسهول, وداخل هذه الهضبة وجد العنصر الفارسي الذي ظل طوال التاريخ يمثل المجموع الأساسي من سكان فارس ومنه الاسم القديم لإيران وذلك على الرغم من وجود قوميات متميزة عبر التاريخ في الهضبة كالأذربيجانيين والأتراك والأكراد والعرب وأقلية صغيرة من الهنود، (العرب ليس من سكان إيران وإنما احتل إقليم عر بستان وانظمت سياسيا إلي إيران).

وقد بلغ عدد سكان إيران 70،3 مليون نسمة في يونيو 2000, ويتوزع السكان بين عدة جماعات عرقية أهما (وفقا لبيان رسمي صادر عن وكالة الأنباء الإيرانية): الفارسي 51% , والاذري 24%, والجيلكي والمازندراني 8%, العربي3%, والكردي 7% , واللور2%, والبلوش 2%, والترك2% , وعناصر اخرى1%, كما تتنوع الأديان والمذاهب وتتوزع بين : الشيعة80% السنة10% , والطوائف اليهودية والنصرانية والبهائية والزرادشتية 10%.

والمسلمون السنة في إيران حسب الإحصاءات شبه الرسمية تتراوح بين 14 إلى 19 مليون مسلم يشكلون نسبة تتراوح بين 15 و20% من الشعب الإيراني,وهم مقسمون إلى 3 عرقيات رئيسية هي الأكراد والبلوش والتركمان, وقليل من العرب في إقليم عر بستان (الأهواز) المحتل, ويسكنون بالقرب من خطوط الحدود التي تفصل إيران عن الدول المجاورة ذات الأغلبية السنية مثل باكستان وأفغانستان , والعراق وتركمنستان, أما المسلمون السنة من العرق الفارسي فوجودهم نادر.

لقد كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري. وفي الفترة التي كانت فيها على عقيدة أهل السنة والجماعة قدمت إيران , بسبب ظروفها الاجتماعية والتاريخية والثقافية وقربها لمهبط الوحي, المئات من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين والمفسرين والعلماء في كل فن وعلم,كلهم إيرانيون إلى أن شيعت فأصبحت بؤرة اصطدام ومركزا للصراع ضد أهل السنة , لان الدولة الشيعية-الصفويه- كانت تتعاون مع قوى الاستعمار لوقف المد السني الإسلامي, كما بنيت تلك الدولة على ألاف الضحايا من العلماء السنة وفقهائهم وقضاتهم في إيران,وكان ذلك سببا في إخلاء المدن الكبرى التي كانت مراكز للعلم والفقه وألسنه في العالم , كتبريز وأصفهان والري وطوس(التي بنيت بقربها مدينة مشهد)وغيرها الكثير,وكان ذلك سببا لإخلائها من أهل السنة الذين قتلوا أو استشهدوا أو تشيعوا جبرا أو انسحبوا إلى المناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها, فأصبحوا يقطنون المناطق الحدودية الجبلية كبلوشستان وكردستان والمناطق الحدودية الأخرى( فيسكن الأكراد في غرب إيران على الحدود العراقية والتركية , ويسكن التركمان في شمالي إيران على حدود التركمانية, كما إن العرب يسكنون في حاشية الخليج العربي. أما عرب الأهواز أو عر بستان وهم من أصول قبائل عربية أصيلة تمتد هذه القبائل إلى نجد والحجاز واليمن والعراق وشيعت أغلبية هذه القبائل بسبب مجاورتهم لعرب جنوب العراق الذين هم من الشيعة, ويسكن البلوش في الجنوب الشرقي لإيران على الحدود الباكستانية والأفغانية), ليصبحوا بعد ذلك على هامش الحياة السياسية الإيرانية بسبب استمرار العداء الطائفي والقومي لهم.

ونظرا لان أهل السنة في إيران من الشعوب غير فارسية, فقد عاشوا في ظل النظام الملكي السابق أوضاعا سيئة, فكانوا مواطنين من الدرجة الثانية, أولا بسبب بعدهم عن المدن الكبرى والعاصمة, ثم بسبب اعتقادهم المخالف للفرس الشيعة, رغم إن الشاه كان يرفع لواء المجوس والقومية الفارسية, وبما إن الأكراد والبلوش والعرب وغيرهم من السنة لم يكن لهم إسهام في القومية الفارسية الوثنية, فلم يكونوا ينالون حظهم من القسط الاجتماعي والإداري والوظيفي والمساواة مع الفرس.

ولمواجهة هذه الأوضاع قام الشيخ احمد مفتي زادة(الزعيم الروحي لأهل السنة في إيران)-هو ومولاي عبد العزيز البلوشي-بتأسيس مجلس لشورى أهل السنة سمي اختصارا بالشمس تخفيفا لمجلس الشورى المركزي للسنة,وكانت الدولة ضعيفة آنذاك وكانت مشغولة بحربها مع أعدائها المنشقين والمعارضين, واجتمع أول مجلس سنوي لشورى السنة في طهران, وعقد الثاني في بلوشستان.

والأقلية السنية في إيران, ليست أقلية دينية تعيش في مجتمع مغاير لها في عقيدتها , ولكنها أقلية مذهبية, تعتنق مذهبا إسلاميا مخالفا للمذهب الفقهي الذي تتبناه الدولة, وبالرغم من كونهم يمثلون اكبر أقلية مذهبية في البلاد, إلا إن مستوى تمثيلهم في البرلمان والتشكيل الوزاري لا يتناسب مع نسبتهم العددية.

أسباب ألازمة:

المشاكل والقيود التي يتعرض لها أهل السنة في إيران شديدة التداخل, ومرجعها ليس المذهبية وحدها وان كانت اكبر العوامل, فجزء منها يعود لأسباب عرقية في دولة متعددة العرقيات مثل إيران, فجميع المسلمين السنة في إيران ليسوا من أصول فارسية فهم أما أكراد أو بلوش أو عرب أوترك, أو لأسباب جغرافية فمعظم أهل السنة يقيمون على أطراف الدول التي تصل بينهما وبين دول سنية هي على خلاف مع إيران مثل العراق أو أفغانستان أو باكستان, و زاد من مشكلتهم البعد السياسي الذي تمثل في عدم انخراطهم في الثورة الإيرانية منذ بدايتها,واكتفائهم بدور المراقب في الوقت الذي شاركت فيه كل فئات الشعوب في الثورة.

وكانت هذه الأسباب وغيرها مبررا لإثارة الشك تجاههم, فهم في نظر النظام الإيراني ليسوا مجرد فصيل يختلف مذهبيا معه, ولكنهم عرق مشكوك في انتمائه إلى جسد الدولة الإيرانية, وكثيرا ما يتهمون بالقيام بعمليات التهريب أو الاتصال بالجهات المعادية, وهي مبررات كافية للنظام الإيراني للتنكيل بهم,وان كان النظام أنكر مرارا انه يقوم باضطهادهم أو تعذيبهم إلا انه اضطر أخيرا وتحت ضغط الصحافة الى الاعتراف بان عددا من رجال النظام قاموا بإعمال عنف ضد المسلمين السنة وغيرهم من المعارضين, ولكن السلطات قالت إن ذلك لم يصدر بأوامر من القيادة أو من الولي الفقيه.

أهل السنة-تحديات الواقع:

وأمام هذا الاعتراف , تكشف العديد من الحقائق, وتعد التقارير حول العديد من مظاهر التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران, ومن بين هذه المظاهر:

1ـ تقييد حرية بناء مساجد الخاصة بهم: حيث لا يوجد مسجد سني في المدن الكبرى التي يمثل الشيعة فيها الأغلبية, مثل أصفهان وشيراز ويزد , وكذلك في العاصمة طهران التي يوجد فيها أكثر من مليون سني, حيث تصطدم الأقلية السنة في الحكومة بان المساجد الشيعية مفتوحة أمامهم ويمكنهم الصلاة فيها, ولا داع لبناء مساجد خاصة بهم(يرد أهل السنة على ذلك بان القول بان المساجد موجودة, ولا يمنع مسلم , سني أو شيعي من أن يصلى فيها , فهذا خلاف الواقع, لأنه يمنع قطعا إقامة صلاة الجماعة لأهل السنة في مساجدهم وأما الفرادى فصحيح وان كانوا ينظرون أليهم بازدراء وتحقير, وهل يمكن للسنة إن يصلوا في مساجدهم وهو يدعون إلى عقيدتهم الصافية, فضلا عن إن مساجد الشيعة مليئة بالمنكرات مثل الصور المعلقة لمن يسمونهم بالشهداء هذا عدا التدخين العلني داخل مساجدهم والسباب والشتائم لأصحاب الرسول, فلما ينهون مساجد السنة؟ ولماذا يقومون ببناء مساجد خاصة بهم في العالم الإسلامي؟).

وكان الخميني قد وعد وهو في باريس بتساوي حقوق السنة مع الشيعة الذين كانوا بحاجة ماسة إلى تأييد أهل السنة ضد الأحزاب اليسارية وأنصار الشاه فاضطروا إلى ممالأة السنة,( كما فعلوها مع عرب الأهواز أو عر بستان بان يعطونهم حقوقهم التي تخص عرب الإقليم,ولكن الخميني غلب ظهر المجن بعد ما تولى أمور إيران),وحاول بعض علماء السنة من جميع مناطق السنية الوقوف مع النظام الجديد ضد الشيوعيين والحصول على حقوقهم السياسية قدر المستطاع عبر القنوات الحكومية التي كانت تعدهم بكل شيء ولكن ما لبث الأوضاع إن اضطربت في كردستان وتركمان-وكذلك العرب في إقليم عر بستان- قيل إنها – بمؤامرة من النظام نفسه حيث اخرج اليساريون من المدن المركزية إلى هذه المدن الحدودية.

وكان الشيخ عبد العزيز البلوشي النائب المنتخب في مجلس الخبراء الذي عهد إليه صياغة الدستور الإيراني بعد الثورة- والشيخ مفتي زاده, قد طلبا من الخميني أرضا لمسجد أهل السنة في طهران فوافق تحت الضغط الداخلي والخارجي(قامت به رابطة العالم الإسلامي), وعرضت الحكومة عدة أراضي مما كانت قد استولت عليها من أنصار الشاه وصادروها, فرفضها أهل السنة,فتم تخصيص عشرة ألاف متر مربع من الأراضي الحكومية بجوار فندق استقلال للمسجد, وعندما أراد أهل السنة البناء قامت السلطات الحكومية بمصادرة الأراضي,وحسابات المسجد بحجة إن مفتي زاده وهابي المذهب, وكان في وقته مؤتمر الطائف منعقدا فربطوا مفتي زاده به.

2-هدم المساجد والمدارس:مثل مدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي ومسجد كيلان في هشت بر وأخر في كتارك جابها ر بلوشستان, ومسجد في مشهد ومسجد الشيخ فيض في شارع خسروي في محافظة خراسان, الذي صار حديقة, ومسجد أهل السنة في مدينة يزد, وفي عبادان مسجد الإمام الشافعي وكذلك في الأهواز حيث استولى عليه حرس الثورة كما إن مسجد أبان في مشهد صودرت الأرض المخصصة له وتم استيلاء عليه بعد السماح ببناءه, كما إن مسجد شيخ فيض الكبير في مشهد والذي مضى عليه أكثر من قرنين هدم عام 1994, ومسجد طوالش ومدرستها الدينية لأهل السنة سجن بانيها ومديرها, ثم استولوا عليها, وأما مسجد نغور والمدرسة الدينية فيها فقد تم هدمها أيضا في بلوشستان عام 1987, ومسجد قباء والمسجد الجامع الكبير في تربت جام,الذي استولى عليه الحرس الثوري لسنوات عديدة, ومسجد الحسنين في شيراز اعدم خطيبه وحولوه إلى محل لبيع الأفلام لسنوات عديدة, هذا فضلا عن هدم كثير من المساجد الصغيرة الأخرى, حيث تعتبر الحكومة الإيرانية تلك المساجد أما مساجد ضرار( بنيت لغير أهداف العبادة الخاصة) أو بنيت بغير إذن من الحكومة أو إن أئمة تلك المساجد لهم ولاءات مع جهات معادية.

3-الاعتقالات والاغتيالات: فحسب العديد من الروايات والتقارير فقد تعرض المسلمون السنة للعديد من مظاهر الاضطهاد فمنذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية في إيران,حيث انقلب الخميني على من ساعده من علماء السنة في الثورة وهو الشيخ احمد مفتي زاده,فكان مصيره الاعتقال الذي استمر طيلة عقدين من الزمان,(كما حدث أيضا مع الرجل الدين العربي الاهوازي الشيخ محمد طاهر الخاقاني الذي واعده بان يعطي حقوق العرب ولكن أدار ظهر المجن واعتقل وتوفي تحت الإقامة الجبرية في قم),كما تعرض كثير من علماء السنة للاعتقال والتعذيب والقتل والاغتيالات في الشوارع, كما عانوا أيضا من التضييق في ممارسة الشعائر وفي المدارس وإقامة الصلوات, وما يتعرض له علماء الدين السنة لمثله الطلاب والشباب من المسلمين السنة في المدارس, والجامعات, بل وإثناء أدائهم للخدمة مثل أقرائهم من الشيعة في الجيش الإيراني (ولا يوجد لون من ألوان التعذيب أو الإيذاء لم يتعرض له السنة في إيران, فاغتيال علماء السنة وتوقيفهم المتتالي والعشوائي مستمر حتى هذه اللحظة وحتى بعد مجئ خاتمي, وقد بدأت أمواج الاضطهاد تترسب من المدن السنية إلى القرى, وخاصة في منطقة بلوشستان, جنوب شرق إيران , وكذلك الأمر للسنة من أصول تركمانية في الشمال و, أيضا العرب السنة والشيعة في إقليم الأهواز أو عر بستان).

4- تلغيم أراضي أهل السنة : حيث قامت الحكومة الإيرانية بتلغيم مساحات كبيرة من الأراضي البلوشيه المتاخمة لأفغانستان, وتحديدا عند مرتفعات سلسلة جبال بير سوران, ودره غلاب , وغابة غزو , وأبار آب شورك , بحجة إنها مناطق لتهريب المخدرات , واتخذت الحكومة من ذلك فرصة لتشويه سمعة المسلمين السنة وفرض المزيد من القيود والتضييق الاقتصادي عليهم فقد كانت هذه الأراضي مناطق رعى للمسلمين من البدو السنة, وأدى هذا التصرف إلى تعرض عشرات منهم ومن مواشيهم للموت بشكل منتظم نتيجة انفجار الألغام.

5- التحدي السياسي: ويأخذ هذا التحدي العديد من الأبعاد من بينهما:

(ا) البعد التمثيلي: يتمثل في عدم منح أهل السنة تمثيلا في البرلمان يتناسب مع حجمهم الحقيقي إذ لا يمثلهم في البرلمان سوى 12 نائبا فقط من 14 إلى 19 مليون نسمة, في حين يمثل الشيعة في البرلمان نائب عن 200الف نسمة تقريبا, كما يتهم السنة في إيران الحكومة بإنجاح العناصر السنية الموالية لها وليست المعبرة عن مطالبهم.

(ب)التناقض بين النصوص الدستورية والواقع المعاش فعليا, والممارسات التي تقوم بها السلطات الحكومية ضد أهل السنة: فقد نص الدستور على العديد من الحقوق والحريات لمختلف الأقليات, ومن ذلك:

-الاحترام وحرية أداء المراسم والشعائر الخاصة, حيث نصت ألماده (12) على أن, الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري, وهذه المادة تبقى إلى الأبد غير قابلة للتغيير,وأما المذاهب الإسلامية الأخرى والتي تضم المذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي والزيدي فإنها تتمتع باحترام كامل,وأتباع هذه المذاهب أحرار في أداء مراسمهم المذهبية حسب فقههم, ولهذه المذاهب الاعتبار الرسمي في مسائل التعليم والتربية الدينية والأحوال الشخصية, وما يتعلق بها من دعاوى من المحاكم, وفي كل منطقة يتمتع أتباع احد هذه المذاهب بالأكثرية, فان الأحكام المحلية لتلك المنطقة- في حدود صلاحيات مجالس الشورى المحلية- تكون وفق ذلك المذهب , هذا مع الحفاظ على حقوق إتباع المذاهب الأخرى.

-حرية استخدام اللغات الخاصة: حيث نصت المادة(15)على أن اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة؛ هي الفارسية لشعب إيران, فيجب أن تكون الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة والكتابة, ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة, وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية , كما نصت المادة (16) على أن بما إن لغة القران والعلوم والمعارف الإسلامية العربية, وان الأدب الفارسي ممتزج معها بشكل كامل , لذا يجب تدريس هذه اللغة بعد المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية في جميع الصفوف والاختصاصات الدراسية.

-حرية تشكيل التنظيمات والهيئات المختلفة : حيث المادة (26) على أن الأحزاب والجمعيات, والهيئات السياسية, والاتحادات المهنية, والهيئات الإسلامية, والأقليات الدينية المعترف بها, تتمتع بالحرية بشرط إلا تناقض أسس الاستقلال, والحرية, والوحدة الوطنية, والقيم الإسلامية, كما انه لا يمكن منع شخص من الاشتراك فيها, أو إجباره على الاشتراك في احدها.

-كيفيت ترشيح الرئيس الجمهورية:في المادة(115) على أن ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسيين الذين تتوفر فيهم الشروط التالية:

1- أن يكون إيراني الأصل ويحمل الجنسية الإيرانية.

2-قديرا في مجالس الإدارة والتدبير.

3- ذا ماض جيد.

4 تتوفر فية الأمانة والتقوى.

5- مؤمنا ومعتقدا بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد.

ولكن ومن القراءة الدقيقة لهذه النصوص نجد إنها تقيم حالة من الصدام والصراع مع قسم كبير من الشعب ( يمثله أهل السنة) وخاصة إنها سوف توجه التصرفات الحكومية وتعطيها غطاء من المحاسبة, نظرا لان المذهب الجعفري يسقط كل المذاهب الإسلامية الأخرى ولا يقيم لها وزنا, وتركيز هذه الصبغة الطائفية في الدستور الإيراني تتكرر في مواد أخرى متعلقة مثلا بمجلس الشورى أو الجيش وقسم الرئيس, هذا القلق في الدستور تجاه الهوية الطائفية من خلال تكرار النص على المذهب ألشيعه هو في الحقيقة خوف المستقبل الذي لا يكون فيه الملالى والنظام الإيراني في الحكم!.

6- التحدي الديني: فنظرا لان أهل السنة يعتبرون أنفسهم مخالفين في بعض المسائل الفقهية للشيعة الإيرانيين الذين يغلب عليهم المذهب الاثنى عشري , فان كل طرف يحاول الدعوى إلى أفكاره التي يؤمن بها وسط الطرف الأخر, وهنا تقول الأقلية السنية إنها تتعرض لفرض الأفكار الشيعية بالقوة في حين تمنعا الحكومة من تعليم مذهبها.

فالإيرانيون من السنة والشيعة يحملون فوق كاهلهم ميراثا من الخلافات والعداء التاريخي والمذهبي, ويزيد حالة المذهبية إن النظام الإيراني لم يفعل إلا ما يؤدي إلى تدعيمها رغم ظهوره في السنوات الأخيرة بمظهر التسامح, فاحد المزارات الرئيسية في إيران قبر ابولؤلؤه المجوسي, ورغم انه من عبدة النار إلا أنهم يحتفون به لمجرد نه قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه, كما إن من عقائدهم سب الصحابة وتجريح كبرائهم, وشتم عرض الرسول صلى الله عليه وسلم, وغير ذلك من الأمور التي لا يمكن إن يقبلها المسلمون السنة.

وفي إطار التحدي الديني أيضا, تأتي اتجاهات التقريب بين السنة والشيعة التي تدعو إليها عدد من علماء المذهبين, وتتبناها العديد من المؤسسات والجهات الرسمية والعلمية, في عدد من الدول العربية والإسلامية, وعن هذه الدعوة إن الاتجاه نحو التقريب بين المذهبين هو اتجاه خطير ومدمر بصورة تدفع إلى التفكير في إن وراء مخطط تأمري ضخم على العالم الإسلامي ,يترتب على السير في هذا الطريق عدد من النتائج الخطيرة على الإسلام والمسلمين وخاصة أهل السنة منهم وان هذا لا اتجاه لن يؤدى إلى تقارب بين السنة والشيعة كما يظنون لان حقيقة الشيعة الصفوية في إيران هي أنهم لا يقبلون إلا من يقبل بولاية أهل البيت ومن لا يقبل بها يكون ناصبي وحكم ألناصبي عندهم كافر ويهدر دمه, وان هذا السلوك المهادن والصمت على مخالفات الشيعة الصفوية, سيؤدي إلى مزيد من المذابح والظلم والاغتيالات التي يتعرض لها المسلمون السنة في إيران,فيما يواصل العالم الإسلامي صمته رغبة التواصل السياسي مع إيران موظفين الدين لتحقيق هذا الغرض.

7-الإهمال والتجاهل : فمناطق أهل السنة هي اقل استفادة من الخدمات التي تقدمها الدولة, ومساجدهم القلية تتعرض لرقابة الصارمة, وملاحقات مستمرة, كما يحصل ألان إلى احد مشايخ أهل السنة في إقليم عر بستان الأهواز,ولا يسمح لهم بإقامة مدارس , وفي الوقت الذي يوجد معبد للزرادشتيه في قلب طهران وللعلم فقط إن في العاصمة طهران يوجد 151 معبد لكل الديانات ما عدى أهل السنة,فان المسلمين السنة ممنوعون من إقامة مسجد يؤدون فيه شعائرهم رغم انه مطلب يلحون عليه منذ سنوات.

إذا كان هذا عن التحديات التي يعاني منها أهل السنة في إيران, فان السنوات الأخيرة وخاصة في حكومة خاتمي, شهدت بعض التغييرات في أوضاع أهل السنة, فالمسلمون السنة ألان ممثلون في البرلمان 14 نائبا, كما شكل الرئيس خاتمي لجنة لمتابعة شئونهم مشكلة من رئيس شيعي ابن شقيقة الرئيس خاتمي والذي كان مديرا للمخابرات قبل ذلك في احد الأقاليم ذات الأغلبية السنية, واثنين من المسلمين السنة , وهؤلاء النواب يطالبون بتحسين أحوال أهل السنة وهذا المؤشر يتبنى تغيير في أوضاع أهل السنة , فيما يبقى التغيير رهنا بعدد من الاعتبارات:

-انه إذا كان هناك حوار واسع بين العديد من الباحثين والمفكرين للتقارب بين الشيعة والسنة والوصول إلى اتفاق واضح فيما يحق الحق ويبطل الباطل ستكون العملية عملية خداع يراد بها جر السنة إلى مواقف الشيعة!!

وألا لماذا لا نرى تطبيقا علميا للتقارب بين السنة والشيعة في إيران؟! ولماذا لا يسمح بمساجد للسنة في العاصمة طهران؟ ولماذا لا يسمح لأهل السنة إن يما رسوا نشاطهم الديني بحرية حتى لو خالف الشيعة؟ ولماذا لا يحصل السنة على حقوقهم السياسية مساوية لحقوق اليهود في إيران؟.

-لقد بين الواقع التجربة السياسية في إيران الأدوار المزدوجة التي يمكن أن يلعبها الدين الواحد,بل والمذهب الواحد, فبينما يستند المحافظون إلى قراءة مغلقة لأساسيات المذهب الشيعي ألصفوي , مستظلين بقدسية الولي الفقية,فان الإصلاحيين والإسلاميين يستندون إلى ذات العقيدة الإسلامية, وذات المرجعية الشيعية الجعفرية, مؤكدين على علوية القانون, والمساواة بين المواطنين, وعلى دور إرادة الشعب في افزاز المؤسسات والأشخاص.

ولعله من المطلوب اليوم من الإسلاميين الإيرانيين(محافظين وإصلاحيين) إن يتأملوا التجارب, التي سبقتهم, سواء في إيران نفسها , أو في محيطهم الإسلامي والدولي, فليس بمقدور المحافظين إيقاف عجلة التاريخ, واحتكار السلطة تحت عباءة الشعارات ومبادئ الثورة, أو الاكتفاء باستخدام غطاء الولي الفقية, كما إن الإصلاحيين يخطئون خطأ جسيما إذا فهموا إن عملية الإصلاح ستؤثر سلبا على مرتكزات النظام الاجتماعي والسياسي.

إذا كان الدستور يختار الطائفية وينص عليها للأبد فهل من أمل في التقارب أو الوحدة؟ وإذا كان جزء من الشعب في إيران يظلم لأنه سني فكيف سيكون التعامل مع الشيعة في الدول الأخرى؟ وإذا كان الدستور يعلى من القومية والشعوبية والعرقية من خلال إعلاء اللغة الفارسية على لغة القران؟ وإذا كانت السياسة الخارجية تصب دائما في العداء لأهل السنة؟ فكيف ستكون هذه الوحدة والإخوة الإسلامية؟!.

إن الوحدة الإسلامية تتطلب التخلي عن الهوية الطائفية للدولة الإيرانية, وعن المظاهر الفارسية, وعطاء أهل السنة حقوقهم,وترك السياسات العدائية تجاه العرب والمسلمين, وتبني سياسات متسامحة تجاه نشر المذاهب الإسلامية في إيران, وإقامة مؤسسات للوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب في إيران يقوم عليه نخبة من أتباع المذاهب الأخرى.

وان نجاح المشروع الإصلاحي في إيران يقي مشروطا بوجود قاعدة إجماع واسعة, تميز بين دائرة الاجتهاد المسموح بالاختلاف فيها, وتضم مختلف القوى السياسية والاجتماعية, التي تعترف بثوابت وشرعية النظام الإسلامي, وحتى تكتمل صورة النظام الديمقراطي الإسل

تــــــــا ر يــــخ ا لـبــــلــــــــــــو ش

ينتشر البلوش كثيرا في منطقة الخليج، البعض منهم من بلوش مكران



بما انني من الجيل الجديد و من مواليد الامارات، فلا أعلم كثيرا عن تاريخ البلوش

البلوش قبيلة يتصل نسبها الى بلب بن عمرو بن الحاق بن قضاعة بن مالك بن عمرو

بن مرة بن زيد بن مالك بن حميد الاكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود

عليه الصلاة والسلام


أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بحفظ النسب، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فان

صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر" عن أصله قال من قرية

كذا



و من الأدلة أيضا على أن البلوش من العرب القامة و لون البشرة، فنرى أن لون

البشرة عند البلوش يختلف كثيرا عن أهل ايران، لأن الغالب على أبدان الايرانيين و

الخراسانيين الحمرة و البياض


بأن البلوش غالب عليهم النحافة و السمرة و تمام الخلقة، و أما العرب فانك تجدهم

أيضا الغالب عليهم النحافة و السمرة ة تمام الخلقة، فمعنى ذلك أن البلوش تشابه

العرب تشابها كاملا في الخصائل و العادات و هيئة البدن


من القبائل المهاجرة بعد فيضان سد مأرب الى سواحل الخليج فمنهم من استوطن

السواحل العربية في عمان والامارات والساحل الشرقي للسعودية وقطر والكويت

والبعض الاخر استوطن على الجانب الشرقي في ايران على سواحل مكران والجزر



البلوش من العرب من بني قحطان من الأزد من أهل اليمن من ولد سليمة بن مالك بن

فهم الذي خرج من اليمن الى كرمان عام 300 قبل الميلاد و ذلك لأنه قتل اباه مالكا

خطأ، فهرب خوفا من اخوته الى بلاد فارس، فأقام هناك على جبال كرمان مع

أولاده حتى مضى عليم 800 سنة، ثم خرج البعض الى مكران و الآخرون الى العراق

عندما حاربهم أنوشروان حاكم ايران عام 560 للميلاد، و الذين جاؤوا الى العراق

سكنوا في مكان شرقي بغداد يسمى الحلبة ثم حاربهم يزيد بن معاوية سنة 60


للهجرة
ينتشر البلوش كثيرا في منطقة الخليج، البعض منهم من بلوش مكران(منطقة جبلية بين

ايران و باكستان، و لكنها تابعة لباكستان) و البعض منهم من ايران، قد تسأل اين


هي بلوشستان اذا؟

بلوشستان هي التي تضم مكران و غيرها من المناطق، فمثلا في مكران تجد مناطق

كثيرة وقبائل عديدة، و من بعض مناطق مكران: دشت، بنجكور، تربت، تمب، كولواه


و كما نعرف، فكل واحد ينتسب الى منطقته؛ فالذي من دشت يدعى الدشتي، من بنجكور يدعى بنجكوري، كولواه كولواهي

سأبدأ معكم تاريخ البلوش

البلوش المتواجدون في الجنوب الغربي من أفغانستان. ويتطلع كل من البلوش

الإيرانيين والبلوش الأفغانيين إلى البلوش الباكستانيين لثقلهم السياسي وتحركهم

العسكري، فالولاء عند البلوش هو للعائلة وللقبيلة، لا للدولة التي رسمت حدودها

قوى الاستعمار التي أرادت تقسيمهم



يتوزع البلوش ما بين ثلاث دول هي إيران وباكستان وأفغانستان. وتوجد أقلية

مواطنة منهم في منطقة الخليج, وهؤلاء ينقسمون الى قسمين




البريطانية لخدمة المستعمر أمنيا وبقي في المنطقة بعد رحيله, والآخر نزح قبل وقت

أطول وأندمج في المجتمع الخليجي لسانا وعادات ووصل أحفاده الى مراكز قيادية




ارض مكران هي مهد البلوش الاول بعد كرمان وهي مركز القبائل البلوشيه وقد عرفت


هذه الارض باسم بلوشستان باطلاق هذاالوصف المكاني على هذه القبائل وقد وجب

الان الاسترسال في تكميل هذاالبحث الجغرافي استطرادا الى فتح مكران

وبلوشستان بمسمى واحد هو الارض البلوشيه على اي معنى في هاتين الصيغتين

سواء مكران او بلوشستان فالمقصود هو الوطن الواحد الذي تعيش على صعيده هذه

القبائل العريقه الاصيله





قبيلة المازم سنى بلوش

قبيلة اللاشار

قبيلـــــــه الرند

قبيلة الكورائي

قبيلة المير


قبيلة الرئيسي


طا هر زي

قبيلة ال بركت


قبيلة هوت

قبيلة اولاد محمد

قبيلة البليدي

قبيلة بر بلوش

قبيلة البراهوئي

قبيله الزامرائي

قبيلة مري

قبيلة الاحمد زائي

قبيلة الكهيري

قبيلة كلمتي قبيلة النمري

قبيلة الجمالي

قبيلة مينجل

قبيلة بردي

قبيلة الجد

قبيلة الجااااااشك

والبا قى اعلم الله



احصائيات شعب البلــــــوش في الدول الخليج


البداية البلوش في معضم دول الخليج

الاحصائية تقووول

الكويت تقريبا 20000

قطر ربع السكان اذا ما نصهم

البحرين تقريبا ثلث عدد السكان

السعودية حوالي 600000

الامارات 300000

عمان 500000

مصر 800000

-العراق 700000


اليمن غير معروووف

دشتي (من سكان منطقة الدشت في مكران)

- رند

- بزنجو

- هــوت

- غجكي

- رئيس

- لوري

- مري (من دون شدة على حرف الراء)

- مكسي



- كلوائي

- شانديو

- الابراهيمي

- المحمد

- زين الدين


--------------------------------------------------------------------------------

ينتشر البلوش كثيرا في منطقة الخليج، البعض منهم من بلوش مكران



بما انني من الجيل الجديد و من مواليد الامارات، فلا أعلم كثيرا عن تاريخ البلوش

البلوش قبيلة يتصل نسبها الى بلب بن عمرو بن الحاق بن قضاعة بن مالك بن عمرو

بن مرة بن زيد بن مالك بن حميد الاكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود

عليه الصلاة والسلام


أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بحفظ النسب، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فان

صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر" عن أصله قال من قرية

كذا



و من الأدلة أيضا على أن البلوش من العرب القامة و لون البشرة، فنرى أن لون

البشرة عند البلوش يختلف كثيرا عن أهل ايران، لأن الغالب على أبدان الايرانيين و

الخراسانيين الحمرة و البياض


بأن البلوش غالب عليهم النحافة و السمرة و تمام الخلقة، و أما العرب فانك تجدهم

أيضا الغالب عليهم النحافة و السمرة ة تمام الخلقة، فمعنى ذلك أن البلوش تشابه

العرب تشابها كاملا في الخصائل و العادات و هيئة البدن


من القبائل المهاجرة بعد فيضان سد مأرب الى سواحل الخليج فمنهم من استوطن

السواحل العربية في عمان والامارات والساحل الشرقي للسعودية وقطر والكويت

والبعض الاخر استوطن على الجانب الشرقي في ايران على سواحل مكران والجزر



البلوش من العرب من بني قحطان من الأزد من أهل اليمن من ولد سليمة بن مالك بن

فهم الذي خرج من اليمن الى كرمان عام 300 قبل الميلاد و ذلك لأنه قتل اباه مالكا

خطأ، فهرب خوفا من اخوته الى بلاد فارس، فأقام هناك على جبال كرمان مع

أولاده حتى مضى عليم 800 سنة، ثم خرج البعض الى مكران و الآخرون الى العراق

عندما حاربهم أنوشروان حاكم ايران عام 560 للميلاد، و الذين جاؤوا الى العراق

سكنوا في مكان شرقي بغداد يسمى الحلبة ثم حاربهم يزيد بن معاوية سنة 60


للهجرة
ينتشر البلوش كثيرا في منطقة الخليج، البعض منهم من بلوش مكران(منطقة جبلية بين

ايران و باكستان، و لكنها تابعة لباكستان) و البعض منهم من ايران، قد تسأل اين


هي بلوشستان اذا؟

بلوشستان هي التي تضم مكران و غيرها من المناطق، فمثلا في مكران تجد مناطق

كثيرة وقبائل عديدة، و من بعض مناطق مكران: دشت، بنجكور، تربت، تمب، كولواه


و كما نعرف، فكل واحد ينتسب الى منطقته؛ فالذي من دشت يدعى الدشتي، من بنجكور يدعى بنجكوري، كولواه كولواهي

سأبدأ معكم تاريخ البلوش

البلوش المتواجدون في الجنوب الغربي من أفغانستان. ويتطلع كل من البلوش

الإيرانيين والبلوش الأفغانيين إلى البلوش الباكستانيين لثقلهم السياسي وتحركهم

العسكري، فالولاء عند البلوش هو للعائلة وللقبيلة، لا للدولة التي رسمت حدودها

قوى الاستعمار التي أرادت تقسيمهم



يتوزع البلوش ما بين ثلاث دول هي إيران وباكستان وأفغانستان. وتوجد أقلية

مواطنة منهم في منطقة الخليج, وهؤلاء ينقسمون الى قسمين




البريطانية لخدمة المستعمر أمنيا وبقي في المنطقة بعد رحيله, والآخر نزح قبل وقت

أطول وأندمج في المجتمع الخليجي لسانا وعادات ووصل أحفاده الى مراكز قيادية




ارض مكران هي مهد البلوش الاول بعد كرمان وهي مركز القبائل البلوشيه وقد عرفت


هذه الارض باسم بلوشستان باطلاق هذاالوصف المكاني على هذه القبائل وقد وجب

الان الاسترسال في تكميل هذاالبحث الجغرافي استطرادا الى فتح مكران

وبلوشستان بمسمى واحد هو الارض البلوشيه على اي معنى في هاتين الصيغتين

سواء مكران او بلوشستان فالمقصود هو الوطن الواحد الذي تعيش على صعيده هذه

القبائل العريقه الاصيله





قبيلة المازم سنى بلوش

قبيلة اللاشار

قبيلـــــــه الرند

قبيلة الكورائي

قبيلة المير


قبيلة الرئيسي


طا هر زي

قبيلة ال بركت


قبيلة هوت

قبيلة اولاد محمد

قبيلة البليدي

قبيلة بر بلوش

قبيلة البراهوئي

قبيله الزامرائي

قبيلة مري

قبيلة الاحمد زائي

قبيلة الكهيري

قبيلة كلمتي قبيلة النمري

قبيلة الجمالي

قبيلة مينجل

قبيلة بردي

قبيلة الجد

قبيلة الجااااااشك

والبا قى اعلم الله



احصائيات شعب البلــــــوش في الدول الخليج


البداية البلوش في معضم دول الخليج

الاحصائية تقووول

الكويت تقريبا 20000

قطر ربع السكان اذا ما نصهم

البحرين تقريبا ثلث عدد السكان

السعودية حوالي 600000

الامارات 300000

عمان 500000

مصر 800000

-العراق 700000


اليمن غير معروووف

دشتي (من سكان منطقة الدشت في مكران)

- رند

- بزنجو

- هــوت

- غجكي

- رئيس

- لوري

- مري (من دون شدة على حرف الراء)

- مكسي



- كلوائي

- شانديو

- الابراهيمي

- المحمد

- زين الدين

تاريخ البلوش في* ‬البحرين


الحاج عبد الرحمن البلوشي مع عبد الغفار العلوي خلال تكريمه في شركة بابكو (الصفة الأمامية الثاني من اليمين)

من الواجب ان اقول* - ‬في* ‬بداية هذا الموضوع* - ‬ان ما دفعني* ‬الى البحث عن تاريخ* »‬البلوش*« ‬في* ‬البحرين وكما ننطقه* »‬البلوش*« ‬هو زيارة الصديق خليل ابراهيم البلوشي* ‬لي* ‬في* ‬الجريدة*.‬
والحقيقة ان* »‬خاتم عيسى بن علي*« ‬كما* ‬يدعي* ‬هو المحرك الاساسي* ‬الذي* ‬دفعني* ‬للبحث في* ‬تاريخ بلوجستان*.‬
ولقد استعنت في* ‬الكتابة عن هؤلاء القوم ببعض الدلالات التاريخية وشهادات البعض منهم في* ‬البحرين والذي* ‬يرجع نسبهم الى* »‬اولاد محمد*«‬،* ‬للتأكيد على عروبة هؤلاء القوم*.‬
وقد اجمع اغلب المؤرخين على ان البلوش منحدرون من اصول عربية،* ‬وعلى هجرتهم من ديار العرب*.‬
والكثير من العرب* ‬يجهلون تاريخ هذه القبائل القحطانية والنزارية ولا* ‬يعرفون الاصل العربي* ‬للقبائل البلوشية الاربع والاربعين* »‬القبائل البلوشية الاصيلة المتميزة بتقاليدها واسمائها وتواريخها وانسابها عن الاقوام الاخرى القاطنة معها في* ‬اقليم بلوجستان*«.‬
ويذكر صاحب كتاب* »‬بلوجستان ديار العرب*« »‬معن شفاع العجلي* ‬الحكامي*« ‬قصيدة للمتنبي* ‬يتزلف ويمدح السلطان البويهي* »‬ابي* ‬شجاع*« ‬بعد موقعته المشهورة التي* ‬ذبح فيها اكثر قبائل* »‬القفص*« ‬القحطانية*:‬

ساقي* ‬كؤوس الموت والجريال لما اصار القفص امس الخال

ويواصل الحكامي* ‬في* ‬كتابه* »‬اما الان فان الحقائق تسطع كالشمس في* ‬رابعة النهار وقد ظهر على صفحات التاريخ ان اولئك القفص هم اجداد البلوش الذين اوقع بهم البويهيون واباحوا دماءهم وهي* ‬القبائل اليمانية القحطانية التي* ‬سكنت كرمان وانتشرت في* ‬مكران قبل ظهور الاسلام*«.‬
والتاريخ* ‬يذكر ان القبائل البلوشية من ابناء* »‬القفس*« ‬و»القفص*« ‬و»البلوص*« ‬و»اليمانيين*« ‬والشاميين* ‬ينحدر نسله من العرب البابليين الذين ورد وا»كرمان*« ‬واستقروا في* ‬زمان الدولة البابلية*.‬
كما* ‬يذكر المؤرخون ان قسمها الاكبر منحدر من السلالات العربية الاسلامية الفاتحة ومن ابناء العرب الذين فتحوا* »‬كرمان*« ‬و»مكران*« ‬و»سيستان*« ‬و»السنة*« ‬ونشروا دعوة الاسلام*.‬
ويذكر الدكتور محمد إسماعيل دشتي* ‬في* ‬كتابه* »‬البلوش تاريخ وحضارة عربية*« »‬لقد بدأ الانسان العربي* ‬البلوشي* ‬حياته* ‬يكدح ويسعى ويشقى في* ‬ظل ظروف خانقة واستمر مجاهدا ومناهضا لقوى الظلم ومتحديا بكل جرأة وصلابة الاحكام الفارسية محتفظا بأصالته ونقاوته واعرافه الا ان لغته العربية تحورت عبر القرون المريرة دون ان* ‬يقبل اضافة الفارسية كلغة الى لغته البلوشية الاصلية*.‬
هكذا* ‬يبقى الذهب نقيا والمعدن خالصا كما بقيت جملة الصفات العربية العريقة في* ‬ذات الانسان البلوشي* ‬مصدر عزته ونبع افتخاره بأجداده وبهذه الصفات الانسانية والاخلاق العربية جملة الصفات الذاتية الجميلة بقيت القبيلة العربية البلوشية مصدر فخر واعتزاز للعروبة جمعاء ومصدر قلق للدولة الفارسية بعد الهجرة والبقاء على سواحل عمان وبلوشستان ذلك لانهم كانوا اشداء اقوياء*. ‬نجباء* ‬يدافعون عن حقوقهم ومحاربون دون ارضهم ومجاهدون في* ‬الحق انهم حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم*. ‬لم* ‬يستطع الامبراطور الفارسي* ‬ان* ‬يذلهم ويقتادهم ولم* ‬ينقادوا له بل كانوا احرارا في* ‬مواقعهم كما كانوا أحراراً* ‬في* ‬مواطنهم لم تغير الهجرة تقاليدهم ولم تؤثر في* ‬اخلاقهم واعرافهم الموروثة بل زادتهم قوة وصلابة وايمانا في* ‬حقهم ولما جاء الاسلام كانوا هم الاقربون لتقبل الدعوة الشريفة الداعية الى الحرية الانسانية*. ‬هذه الدعوة الاسلامية العظيمة التي* ‬حررت الشعوب والقبائل العربية وغيرهم من العجم من ظلم الطغاة ونير الاستعمار وانقذتهم من الهلاك والزوال وهكذا بقيت الهوية العربية البلوشية الاصيلة نقية بمناقبها ومعادنها وحتى* ‬يومنا هذا واخواننا البلوش* ‬يعيشون حياة كريمة محتفظين بصفاتهم واخلاقهم الذاتية العريقة بعاداتهم واعرافهم العربية الاصيلة معتزين بماضيهم العريق ومجدهم التليد منذ تواجدهم في* ‬يمنستان الى هجرتهم الى سواحل الامارات المجاورة وعمان واستقرارهم في* ‬بلوشستان*. ‬اجل بالصفات الانسانية والاخلاق الاسلامية تبقى الامم والشعوب حية باقية وقد صدق شوقي* ‬شاعر العروبة والاسلام حين* ‬يقول*:‬

وانما الامم الاخلاق ما بقيت
فان همو ذهبت اخلاهم ذهبوا

هكذا بقى الانسان البلوشي* ‬قويا بذاته وجملة صفاته كالسيف القاطع حادا على رقاب اعدائه وبهذه القوة والحجة البالغة كتب لهم الاستمرار والبقاء لانهم* ‬يمتلكون عناصر البقاء ولان الارادة الانسانية المدعومة بالقوة الوجدانية والآمال الصادقة هي* ‬ارادة الحياة فاستجاب لهم القدر وهيأ لهم الله تعالى من امرهم رشدا فسلكوا درب الحقيقة حتى بلغوا مجد الانسانية*.‬
وهجرة القبائل العربية الى* »‬كرمان*« ‬و»مكران*« ‬بدأت منذ القرون الاولى وقبل ظهور الاسلام،* ‬ولم تكن عن طريق شمال ايران فقط،* ‬بل ان الهجرات العربية استمرت في* ‬اثناء الفتوحات الاسلامية الى* »‬مكران و»كرمان*« ‬عن طريق العراق والساحل العماني*.‬
لقد كانت سواحل عمان معبرا وممرا لمئات الافخاد العربية التي* ‬تنقلت بين الساحل العماني* ‬وبين الساحل* »‬المكراني*« ‬فتجمعت القبائل اليمانية المهاجرة قديما بالقبائل العربية المهاجرة في* ‬دعوة الاسلام*.‬
لقد تكون المجتمع البلوشي* ‬العربي* ‬من* »‬القفس*« ‬و»القفص*« ‬و»البلوص*« ‬ومن* »‬الازد*« ‬وتبدلت الكنى والاسماء بأسماء اعجمية مثلما حدث للوجود العربي* ‬في* ‬خراسان بفعل استبداد* »‬البويهيون*« ‬و»السامانيون*« ‬و»القزنويون*« ‬واعوج اللسان العربي* ‬وتبعثر الوجود العربي*.‬
وقد ساعد في* ‬اعوجاج اللسان ان* »‬بلوجستان*« ‬وقعت بين ثلاث دول اسلامية عريقة في* ‬الثقافة وهي* ‬باكستان وايران وافغانستان*.‬
والمؤرخون* ‬يعرفون البلوشي* ‬الاصيل بنخوته العربية وبوفائه للعهود والمواثيق*.‬
والطبري* ‬والمسعودي* ‬وابن خلدون وياقوت وكل المراجع التاريخية تتحدث عن الهجرات العربية الحميرية الى* »»‬كارس*« ‬و»كرمان*« ‬و»مكران*« ‬و»خرسان*«.‬
لقد كتب المقدسي* ‬في* »‬احسن التقاسيم*« ‬وابن خرداذبه في* »‬احسن المسالك*« ‬والادريسي* ‬في* »‬نزهة العالم من المشرق الى المغرب*« ‬وياقوت الحموي* ‬في* »‬المعجم*« ‬وغيرهم عن تاريخ* »‬مكران*« ‬والفرق المذهبية والحروب واسماء مدنها وشعوبها*.‬

مكران مهد البلوش

تعتبر* »‬مكران*« ‬المهد الاول للبلوش بعد* »‬كرمان*« ‬وعرفت* »‬مكران*« ‬بـ* »‬بلوجستان*« ‬ويقول محمد سردار خان البلوشي* ‬في* ‬كتابه* ‬history of baluchraceans baluchistan* »‬واطلق العرب في* ‬العصور الوسطى اسم طوران على صحراء بلوجستان الوسطى،* ‬واطلقوا اسم مكران على جميع القسم العربي* ‬من بلوجستان حتى ساحل الخليج العربي،* ‬وقد سماه الفرس ماكرستان*«.‬
ويذكر الدكتور عدنان العطار في* ‬كتابه* »‬تاريخ البلوش*«‬
ان البلوش من أولهم الى آخرهم شعب واحد منه كثير من القبائل والبطون ويذكر البلوش ان جدهم مالك بن نهم الحميري* ‬الذي* ‬جمع قبائل الازد وقضاعة ولخم وطي* ‬في* ‬منطقة البحرين حيث تنخوا وسموا تنوخ*.. ‬ولما هاجمتهم قبيلتا تميم وحنيفة اندفع قسم منهم نحو الجنوب* »‬عبد قيس*« ‬وقسم نحو الشرق* »‬البلوس وتسم نحو الشمال حيث اسسوا الحيرة في* ‬العراق والباقي* ‬الى الانبار فحلب حيث كان* ‬يسكن السهليون من طي* ‬فبنو مدينة قنسرين أقول تفرع من المهاجرين نحو الشرق عشر قبائل في* ‬البداية من اولاد سليمة بن مالك ثم تفرقت كل قبيلة الى قبائل اخرى*. ‬وكما* ‬يقول علامة الجزيرة العربية ان اسماء القبائل العربية تتغير حسب الدية التي* ‬تشمل خمسة بطون او خمسة اجداد وهذا تعددت اسماء هذه القبائل وانساحت موسعة مناطق مسكناها وأرضها حيث نجدهم اليوم منتشرون في* ‬مكران وخاران وايران والسمروان والجهلاوان والقزدار والبدهة* ‬والسند والبنجاب*.‬
الاسكندر* ‬يغزو* ‬بلوشستان

ويذكر الشيخ احمد بن محمود البلوشي* ‬في* ‬كتابه* »‬البلوش تاريخ وحضارة عربية*« ‬عن* ‬غزو الاسكندر الاكبر بلاد بلوشستان فيقول*: ‬لقد وصل الاسكندر عام *٥٣٣ ‬ق.م الى العرش وحكم في* ‬سن العشرين فذاعت شهرته وفي* ‬سن الثاني* ‬والثلاثين الموافق لعام* ٣٢٣‬ق.م توفى في* ‬بابل*. ‬جمع سبعة آلاف جندي* ‬وهيأ سفناً* ‬يونانية وبدأ زحفه وهجومه على فارس عام *٤٣٣ ‬ق.م مخلفاً* ‬آنتى باتر المقدوني* ‬بجيش قوامه ألفي* ‬جندي* ‬في* ‬مدينة مقدونيا.

‬* ‬معركة* ‬غرانيك انهزم الجيش الفارسي* ‬وقتل ميترادات* (‬مهرداد*) ‬صهر داربوش الثالث على* ‬يد الاسكندر نفسه*. ‬وفي* ‬معركة إسوس عام *٣٣٣ ‬ق.م انتصرت الجيوش اليونانية الغازية وسقطت المعسكرات الايرانية بما فيها معسكر خيام والدة وأخت وزوجة وبنت دار* ‬يوش* ‬غنيمة بيد القائد بازمن* ‬ين،* ‬يشير بعض المؤرخين ان المعركة الثالثة لدرايوش كانت على بعد *٥٢ ‬ميلا* ‬غرب أربل وسميت حرب* ‬غوغامل ونتيجة لانتصار الاسكندر فقد زحف الجيش الى بابل ومن هناك توجه الى مدينة شوش حيث استولى على خزائن ملك درايوش المليئة بالذهب والفضة وانواع الجواهر الثمينة*. ‬حاول القائد الفارسي* ‬أرى برزن المقاومة الباسلة ضد جيش الاسكندر الذي* ‬انتصر*. ‬واتجه الى برس بولس واحرق قصور ملوك الهخامنشية،* ‬قتل عدداً* ‬كبيراً* ‬وأسر وسبى النسوة وباع عدد من الشباب والشابات عبدانا ثم تعقب درايوش الثالث من بلدة همدان ولما وصل على مقربة دامغان علم ان بسوس والى باختر وبرازاس والى سيستان ورخج*. »‬رخج هي* ‬مدينة قندهار الافغانية اليوم*« ‬اصابا دايوش ضربة قاضية فقرر التوجه فوراً* ‬الى هناك ولكنه وصل بعد موت داريوش الثالث فأمر اسكندر بحمل جسده الى باسارغاد وفنه في* ‬المدافن الملكية هناك*. ‬ثم اتجه بجيشه الى تبوريا* (‬طبرستان ووركان وجرحان*) ‬وعن طريق هندوكس رحف الى الهندر احتل البنجاب وبعد انتصاره على بروس* (‬ملك سواحل هيداسب*) ‬استعد للعودة*. ‬ارسل الاسكندر جيوشه الجرحى والمرضى بقيادة كراتوس عن طريق رخج وسيستان الى بلاد فارس ثم اتجه شخصيا عن طريق بلوشستان الى سواحل فارس*.‬
استغرقت حركة الاسكندر وسفرته هذه ستون* ‬يوما واجه الصعوبات وفقد ربع جيشه من شدة الحر والجوع والعطش واضطر الجيش بنحر الحصن والبغال لتأمين الغذاء*. ‬اصيب الجيش باسهال دموي* ‬شديد حين عودته من الهند كما كان الاسكندر نفسه مصاباً* ‬ابان حضوره في* ‬بلوشستان عام *٩٢٣ ‬ق.م*.‬
لم* ‬يلق جيش الاسكندر المقتدر المنتصر مقاومة ومحنة مثل ما لاقاه في* ‬بلوشستان لدرجة ان مؤرخ الاسكندر كتب ما* ‬يلي*: »‬لم ار الاسكندر بهذه الحالة من الحزن ابداً*. ‬فحينما وصلت جيوش المقدمة بقيادة اللقائدد الشهير* »‬لئن ناتوس*« ‬ووطأت ارض بلوشستان واجهت مقاومة شديدة وعنيفة من البلوش الاشداء الذين ابلو بلاء حسناً* ‬ادى الى تفرق وتشتت القوى اليونانية المقدونية ولم* ‬يستطع هذا القائد الصمود والمواجهة*«. ‬واخيراً* ‬وبعد تحمل العذاب والمشقة اضطر الاسكندر بما تبقى له من الجيوش المنهكة التوجه الى بورا أو بهره* »‬فهرج*« ‬مدينة ايرانشهر الحالية* - ‬وبمناسبة نجاته وسلامته اقام حفلاً* ‬استغرق اسبوعاً*.‬
بسبب هذه الشجاعة والمقاومة البلوشية وشيوع خبر الضربة القاضية التي* ‬اصابت جيش الاسكندر في* ‬الاقاليم المختلفة فقد تمرد الولاة وخرجت عن سيطرته البلاد المفتوحة بسبب العصيان ونهب القادة والولادة الخزائن والذخائر وفي* ‬هذا الصدد* ‬يقول الاميرال نتارك* (‬نئارخوس*) ‬قائد الاسكندر البحري* ‬المشهور الذي* ‬جاب جميع سواحل الهند والخليج وبلوشستان في* ‬كتاباته حول شجاعة وصلابة البلوش* »‬كانت اسلحة البلوش عبارة عن رماح طولها ستة اذرع بسن* ‬غير حديدي* ‬بل بخشب صلد كالحديد صعب الاحتراق بهذه الرماح والاسنة مزقوا الآلاف من جيوش مقودنيا*..«.‬
ويضيف* »‬كانت اجسادهم ووجوهم مغطاة بالشعر ولهم اظافر طويلة حادة* ‬يقطعون بها الاسماك وفروع الاشجار ولباسهم جلود الحويانات والحيتان*.. ‬وبعد ستة ايام من التوقف ابحرنا الى مالان*«.

‬البلوشي*:‬لن أفرط في* ‬خاتم عيسى بن علي

يؤكد ويجزم انه خاتم عيسى بن علي،* ‬أهداه إلى جده عبدالرحمن عبدالقادر فاضل البلوشي* ‬المولود في* ‬سنة *٢١٩١‬،* ‬والذي* ‬انضم الى حاشية المغفور له الشيخ عيسى بن علي* »‬حكم البحرين *٩٦٨١ - ٢٣٩١« ‬وعمره *٧ ‬سنوات*.‬
هذا ما ذكره خليل البلوشي* ‬في* ‬بداية حديثه معي* ‬عن البلوش والذي* ... ‬دفعني* ‬للبحث في* ‬تاريخ هؤلاء القوم*.‬
ويقول خليل لقد ورثت هذا الخاتم من جدي* ‬عبدالرحمن،* ‬وقد اوصاني* ‬قبل وفاته بأن أحتفظ به،* ‬وفي* ‬الخاتم كما* ‬يقول خليل رسم* ‬لرأس صقر* ‬يحمل في* ‬عنقه* »‬أمانة*«.‬
ويضيف لقد حرصت على ان احتفظ بهذا الخاتم في* ‬مكان امين وارفض كل المغريات والتي* ‬قدمها اليّ* ‬الكثير من المهتمين بأسعار خيالية* ‬يسيل لها اللعاب*.‬
ويضيف خليل ان جده كان من أوائل الذين خدموا المغفور له الشيخ عيسى بن علي،* ‬ويوضح ان لجده أخاً* ‬وهو داود البلوشي* ‬ويعرفه رجال البلوش وعموم الناس*.‬
يجدر ان عائلة داود تعتبر من قبيلة* »‬اولاد محمد*« ‬والذي* ‬تحدثنا عنهم وذكرنا أنهم من القبائل الأول والتي* ‬انضمت الى* »‬احمد الفاتح*« ‬عندما فتح البحرين*. ‬واذا صح ما* ‬يذكره خليل البلوشي،* ‬فإن ذلك* ‬يعد رمزاً* ‬تاريخياً* ‬على المسئولين ان* ‬يجاهدوا في* ‬الحصول عليه*.‬
في* ‬تاريخ هذا البلد أناس ممن دقوا المسمار الأول فى بناء بلدنا البحرين وواجهوا الاهوال والصعوبات حتى* ‬يتسنى لنا نحن ان نراها بهذا الشموخ*.. ‬اناس لهم من الذكريات الكثير التى وجبت ان تذكر وتدون فى سجل الذكريات حتى نقرأ جيلاً* ‬بعد جيل لنعلم ان الشجرة اليافعة التى تقف أمامنا هى فى الأصل ثمرة* ‬غرس هؤلاء الذين رعوها حتى نراها في* ‬هذا العلو*.. ‬اناس عاهدوا الله ان* ‬يعيشوا فى كنف هذه الارض أداة بناء وتعمير*.‬
ولايخفى عليك* - ‬عزيزي* ‬القارئ* - ‬ان طرق ابواب الماضي* ‬ليس بالامر الهين فأبوابه قد اوصدت وصفحاته قد طويت بعد ان انتقلت الى سجل النسيان ولكن اعتقاداً* ‬مني* ‬بأن العودة الى فتح ذاك الباب والعودة منه بالتاريخ القديم لهذا البلد العزيز ليستحق هذا العناء والبحث،* ‬خصوصاً* ‬وان الجيل الحالي* ‬من شباب هذا البلد قد* ‬يجهل اصحاب اللبنة الاولى*.‬
طارق راشد العامر

نواصل حديثنا عن تاريخ* »‬البلوش*« ‬في* ‬البحرين* ‬،* ‬ويتناول حديثنا اليوم عن دخول البلوش في* ‬الاسلام،* ‬وعن الاقبالذل الخمس للبلوش واشهر العاذلات البلوشيه التي* ‬سكنت في* ‬حالة ابوماهر قبل ان تستقر في* ‬منطقة البسيتين بالمحرق كما نتحدث عن المرحوم عبدالرحمن بن عبدالقادر البلوشي* ‬والذي* ‬تكفل بتربيته المغفور له الشيخ عيسي* ‬بن على*.‬
*.‬كما نذكر فى الحلقة الاخيره* »‬اولاد محمد*« ‬وهم من جملة العشائر التي* ‬دخلت الى البحرين مع* »‬احمد الفاتح*« ‬لتحريرها من سلطان الدولة* »‬القارجارية*«. ‬وكان رئيسهم وقائدهم آنذاك* ‬يوسف بن احمد بن فاضل
ويواصل الشيخ احمد كتابه،* ‬ويتحدث عن دخول البلوش في* ‬الاسلام فيقول*: ‬في* ‬عام *٤٢ ‬هجرية ارسل الخليفة عمر بن الخطاب كل من سهيل بن عدي* ‬وعبدالله بن عتبان لفتح بلوشستان وكرمان* ‬الى تلك المنطقة فأسلم جمع كثير وقبل البقية دفع الجزية*.‬
يقول برتولد اشبولر في* ‬كتابه تاريخ ايران في* ‬القرون الاسلامية الاولى* »‬لقد اسلم القسم الاكبر من البلوش بمجرد انتصار المسلمين هناك* بلوشستان* ‬ونقرأ في* ‬سمرقند،* ‬جندي* ‬شابور* - ‬بعد حرق معابد الاصنام في* ‬جبل نمروي* »‬مدينة نمرودي* ‬بالقرب من مدينة سمرقند*« ‬وفي* ‬اسروشنه سنة *٠٧٣ ‬هجرية* - ٢٢٨‬م وكذلك في* ‬عام *١٧٩‬م أسلم تيس ومكران*«.‬

رواية عثمان* ‬

نقرأ في* ‬رواية اخرى ان عثمان بن عفان أمر ابن خالته عبدالله بن عامر كريز ليبحث له عن رجل حكيم مجرب خبير لارساله الى حدود السند فتم اختيار وارساال الحكيم بن جبلة العبدي* ‬ولما عاد الحكيم سأله الخليفة عن وضع تلك الديار* -‬بلوشستان-* ‬فأجابه ابن جبلة العبدي* ‬قائلاً*: »‬مائها وشل،* ‬تمرها آكل،* ‬لصها بطل ان قل الجيش بها ضاعوا وان كثر جاعوا*«.‬

ابان خلافة علي* ‬بن أبي* ‬طالب في* ‬اواخر سنة *٨٣ ‬هـ وبداية *٩٣ ‬هـ أمر الخليفة الحارث بن مرة العبدي* ‬الزحف بجيوشه الى هناك-بلوشستان*- ‬فذهب وانتصر وكسب* ‬غنائم فقتل في* ‬يوم واحد فقط ألف عبد أسير*.. ‬قتل الحارث عام *٢٤ ‬هـ في* ‬منطقة قيقان* ‬في* ‬بلاد السند*. ‬ثم عيّن معاوية عام *٤٤ ‬هـ المهلب بن ابي* ‬صفرة لحكومة مكران فأرسل المهلب كلاً* ‬من عبدالله بن سوار العبدي* ‬الى بلوشستان والسند*.‬
لقد مر بمنطقة بلوشستان الكثير من الرحالة والقادة ومؤرخو الاحداث التاريخية فوصفوها بالمنطقة البعيدة والخطرة وكانوا* ‬يخشون أهاليها ويخافونهم كما جاء في* ‬جواب سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي* ‬الحاكم العربي* ‬في* ‬أجزاء من ايران مدة عامين لأمره بالرحيل عبر بلوشستان الى محل حكومته الجديدة فيقول* »‬انك تشير الى طريق مكران وتأمرني* ‬بالرحيل ولكن بين الامر والتنفيذ اختلاف بعيد،* ‬انني* ‬لن ادخل هذه الارض ابداً* ‬لأن سماع اسمه* ‬يخيفني*«. ‬لكن على أية حال تشجع سنان بن سلمة وافتتح وحكم مكران ثم ارسل كل من زياد بن أبي* ‬سفيان وراشد بن عمر الجديدي* ‬من اقوام ازد الى حكومة بلوشستان*.‬

الحجاج* ‬يفتح بلوشستان

حينما ولي* ‬الحجاج بن* ‬يوسف بن حكم بن أبي* ‬عقيل الثقفي* ‬العراق،* ‬ارسل سعيد بن اسلم بن زرعة الكلابي* ‬ليحكم مكران فثار عليه معاوية واحمد ابناء العلاني* ‬فقتلاه واستوليا على مكران*.‬
ثم ارسل الحجاج مجاعة بن سغر التميمي* ‬الى بلوشستان فحارب وانتصر وغنم كثيراً* ‬لكنه توفي* ‬بعد عام من المجاعة*.‬
* ‬وفي* ‬عام *٩٨ ‬هـ أمر الحجاج محمد بن قاسم* »‬ابن اخيه*« ‬بفتح السند وبلوشستان فقام البلوش بتضعيف قواه وبذلك لم* ‬يستطع المكوث كثيراً* ‬في* ‬مكران وأجبر على العودة من حيث أتى*.‬
بعد الوليد بن عبدالملك تولى سليمان بن عبدالملك الخلافة فعين وارسل سليمان بن عبدالرحمن لحكومة العراق ويزيد بن ابي* ‬كبشة السكسكي* ‬لولاية بلوشستان والسند لكن* ‬يزيداً* ‬توفي* ‬بعد ثمانية عشر* ‬يوماً* ‬من اقامته في* ‬بلاد السند ومكران فعين سليمان حبيب بن مهلب وارسله الى هناك*.‬
أما ليسترنج فيصف اقوام البلوش بقوله* »‬كانت الصحراء الجرداء انذاك اخطر الاماكن ذلك ان افراداً* ‬من قبائل*.. (‬مجموعات‬* بلوش ‬يختفون في* ‬جبال قفص القريبة من حخدود كرمان انهم قوم بلا اخلاق ولا سيرة أو رحمة*. ‬قلوبهم متحجرة،* ‬وجههم مخيف* ‬يتسمون بالشجاعة وخفة الحركة،* ‬اذا ما قبضوا على احد فانهم* ‬يطحنون رأسه* ‬بالحجارة تماماً* ‬كما* ‬يضربون رأس الافعى حتى* ‬يموت وفي* ‬جواب شخصي* ‬للمقدس عن سبب قتلهم بهذه الطريقة أجابوه* »‬لا نريد ان نجرد سيوفنا من الغلاف بدون سبب*«.‬
لذا كان من حق القادة العرب الاعتذار او التلكؤ في* ‬الذهاب الى فتح بلوشستان،* ‬انهم صادقون في* ‬وصفهم عن احوال تلك المناطق النائية المخيفة وشجاعة اقوام البلوش،* ‬كانوا* ‬يعلمون جيداً* ‬ان ذهابهم الى تلك الارض البعيدة انما* ‬يعتبرون بنظر تلك القبائل والعشائر والاقوام البلوشية زمرة* ‬غاصبة ناصبة ناهبة ومتجاوزة لحقوقهم وسينتقمون منهم اشد الانتقام ان عاجلاً* ‬او آجلاً*. ‬لذا كانوا* ‬يخشون تلك البلاد على أية حال لقد كان للاسلام اثر بليغ* ‬في* ‬منطقة بلوشستان* ‬يمكن الجزم بأن هذه الارض رضخت للمسلمين في* ‬العصور الاولى واصبح موئلا للاسلام وسبباً* ‬للفتوحات الاسلامية في* ‬بلاد الفرس*.‬

القباءل الخمس

ويذكر* »‬الحكامي*« ‬في* ‬كتابه نقلا عن راهي* ‬بهادر هيتوارام في* ‬كتابه* »‬تاريخ بلوجستان*« ‬المطبوع في* ٧٠٩١ ( ‬ان الاربع والاربعين قبيلة بلوشية قد اندمجت كلها في* - ‬القبائل الخمس* - ‬التي* ‬هي* - ‬قبيلة* - ‬الرند* - ‬وقبيلة اللاشاري* - ‬وقبيلة الكوارئي* - ‬وقبيلة الهوت وقبيلة الجتوئي* - ‬وقد سميت بأسمائها وتوزعت عليها وقد حدث هذا* - ‬بعد وفاة الزعيم البلوشي* - ‬جلال خان وبعد هجرة القبائل البلوشية من* (‬كرمان الى مكران
اما المؤرخون الآخرون فانهم* ‬يجمعون على ان* »‬القفس*« ‬والبلوص من القبائل اليمانية*. ‬الحميرية والتبابعة والقحطانية* - ‬والازد وغيرهم قد كانوا منتشرين في* ‬مكران* - ‬من عدة قرون* - ‬قبل الفتح الاسلامي*.‬
والواضح ان هذه القبائل الخمس هي* »‬الرند اللاشاري،* ‬الكورائي،* ‬الهوت،* ‬القبوئي*« ‬هي* ‬انفسها متكونة من عشرات الافخاذ العربية*.‬
ولم* ‬يكن لأي* ‬منهم نسب قبلي* ‬منفرد،* ‬فهي* ‬قبل الاندماج* »٤٤ ‬قبيلة*« ‬كانت في* ‬الاصل منشقة من افخاذ وفصائل عربية متعددة البطون في* ‬قبائل العرب*.‬
وفيما* ‬يلي* ‬ملخص موجز عن هذه القبائل الخمس*: ‬قبيلة الرند*: ‬يقول هيتوارام في* ‬كتابه* »‬تاريخ بلوجستان*« ‬ان نسبهم* ‬يرجع الى قريش الى الحمزة بن عبدالمطلب عم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام*.‬
ويعيشون في* »‬مكران*« ‬وهم حلقة الوصل بين القبائل العمانية والقبائل الاخرى*.‬
قبيلة الكورائي*: ‬يقول فريدي* ‬في* ‬كتابه* »‬الاقوام البلوشي* ‬وتاريخهم*«: ‬كور* - ‬ك* -‬و* - ‬ر* - ‬بلغة البلوش* - ‬معناها* - ‬البحر واذا كانت طوائف من قبائل البلوش تقطن على ضفتي* ‬نهر* - ‬كو* - ‬من* (‬قصر قند‬الى* (‬اهزان ‬فلقد سميت هذه القبائل المقيمة هنا باسم* - ‬كوري* ‬وقد عرفت بعد ذلك كل عشيرة من هذه العشائر بهذا الاسم وقد حرفت هذه الكلمة تدريجيا فصارت* - ‬كورائي* - ‬ثم تناولها القاصّون والخرافيون فنقلوها الى لفظ محرف آخر وقالوا انه هو اسم واحد من اولاد* (‬جلال خان ‬فتناقلوا هذه الحكاية الخيالية الموضوعية وولدوا* (‬جلال خان‬ولدا سموه* (‬كوراخان ‬ونسبوا اليه هذه القبيلة منحدرة من صلبه*.‬
وهي* ‬من عظيمات القبائل البلوشية وتضم عدة عشائر عربية فيليه اللاشار*: ‬يقول فريدي* ‬في* ‬كتابه*: ‬ان لغة البلوش في* ‬مكران الايرانية هي* ‬لغتهم الاصيلة التي* ‬تعكس خصائصهم ومميزاتهم وطرز معايشهم ولغة البلوش هذه في* (‬مكران ‬الايرانية هي* ‬اوضح لهم واقرب الى الفهم وانسب في* (‬سند (‬والبنجاب ‬ومن حيث الاصطلاحات التعبيرية والثروة اللفظية فان لسان البلوش في* ‬مكران الايرانية ملائم كل الملاءمة لمنطق العقل ومقبول لدى الاذواق السلمية وقد وردت في* ‬ذلك روايات متواترة* (‬حسب قول فريدي‬وكذلك فان* (‬مولانا المرحوم عبدالغني* ‬سربارني‬قد نظم ديوانا شعريا باللغة الفارسية على مثال* (‬الشاهنامه ‬وقد سماه* - ‬شاهنامة مكران* - ‬وقد سرد فيه اسماء القبائل البلوشية القديمة* - ‬مثل الرند* - ‬والهوت* - ‬والبر* - ‬ولتك* - ‬وشينكه* - ‬ولكور* - ‬والجت* - ‬وهيد* - ‬ولنكر* - ‬وكهوته* - ‬والشويك وكذلك قد سرد الناظم* (‬عبدالغني* ‬سربارني ‬اسماء بعض القبائل* (‬البلوشية ‬المنسوبة الى الاماكن والمدن والقرى*. ‬او المنسوبة الى الحوادث المهمة مثل* - ‬باران زئي* - (‬اي* ‬الماطرة- ‬زكرك زي* - ‬حمز زئي* - ‬نوشيراني* - ‬سدازئي* - ‬سدروزئي* - ‬شنيوزئي* - ‬او القبائل المنسوبة بياء النسبة مثل* - ‬عمراني* - ‬نوشيراني* - ‬نوحاني* - ‬الخ*.. ‬وقال* - ‬فريدي*- ‬ويجب العلم هنا ان هذه القبائل لم تكن منسوبة الى جد واحد في* (‬بلوجستان ‬ولكن بعض القبائل البلوشية المختلفة عندما* ‬يعيش اغلبها في* ‬اماكن معينة فان هذه القبائل تسمى بأسماء تلك الاماكن والبقاع وتنسب اليها ايضا*.‬

أولاد محمد
وقبل ختم الحديث لابد ان نصل الى المغزى من هذا الحديث وهو الحديث عن بلوش البحرين واصولهم*.‬
فأما ما ذكرناه عن محاسنهم ووفائهم بالعهد ونخوتهم العربية وتمرسهم الشديد في* ‬القتال،* ‬كان لابد ان نسلط الضوء عن تاريخهم في* ‬البحرين وخصوصا في* ‬معركة فتح البحرين والتي* ‬قادها المغفور له* »‬احمد الفاتح*« ‬عام *٣٨٧١‬م انطلاقا من* »‬الزبارة*«.‬
فقد كان* »‬اولاد محمد*« ‬من جملة العشائر التي* ‬دخلت الى البحرين مع* »‬احمد الفاتح*« ‬لتحريرها من سلطان الدولة* »‬القارجارية*«.‬
وكان رئيسهم وقائدهم آنذاك* ‬يوسف بن احمد بن فاضل ويقول الباحثون ان مشاركة* ‬يوسف بن احمد بن فاضل وعشيرته في* ‬هذه المعركة،* ‬قد زاد في* ‬رفعة هذه القبيلة بين البلوش واعلى مكانتها بين* »‬الرند*« »‬الهوت*« »‬الكورائي*« »‬اللاشار*« ‬و»الجتوئي*« ‬حتى صار كل بلوشي* ‬يهاجر الى الساحل العماني* ‬والخليج* ‬ينسب نفسه الى* »‬اولاد محمد*«.‬
وبعد فتح البحرين رابط* »‬اولاد محمد*« ‬وانتشروا في* ‬حصون البحرين و»قلعة بوماهر*« ‬و»قلعة عراد*« ‬و»قلعة الديوان*«.‬
*»‬فرابط* ‬يوسف بن احمد بن فاضل وعشيرته واتباعه في* ‬قلاع البحرين بنفوس ابية وقلوب ثابتة ثم اقاموا صامتين لايتحدثون عن انفسهم ولا* ‬يذكرون ما فعلوا ولا* ‬يريدون من احد ان* ‬يذكرهم*. ‬
ولقد تعرض* »‬اولاد محمد*« ‬خلال قيامهم علي* ‬حراسة قلاع البحرين الى الهجوم والضرب من السفن البريطانية التي* ‬قد كانت تعاود الهجوم والاعتداء على البحرين كلما افتعل الانجليز حدثا من الاحداث للتذرع به في* ‬سبيل محاصرة البحرين والتضييق عليها*. ‬وكلما اختلقوا سببا من الاسباب لضرب قلاع البحرين وتخويف اهلها* ‬وتهديدهم باستعداء الحكومة الايرانية عليهم*. ‬ولقد كان* ‬يوسف بن احمد بن فاضل المتوفى عام *٤٨١١ ‬هـ* - ٨٨٧١ - ‬م* - ‬اي* ‬بعد تحرير البحرين بخمسة اعوام* - ‬هو رئيس* »‬اولاد محمد*« ‬وكبيرهم كما قلنا سالفا*. ‬ولقد كان على رأس البلوش في* ‬تلك الغزوة العربية الخاطفة التي* ‬انفجرت بها قبائل* »‬الزبارة*«. ‬وكانت اسرته الخاصة مكونة من ثلاثة بيوت وهي* ‬بيت اولاد احمد* ‬،وبيت اولاد صالح وبيت اولاد فاضل*.‬
ولقد استقر* »‬اولاد محمد*« ‬في* ‬البحرين في* ‬البسيتين بالمحرق*.‬

ومن اشهر عائلات البلوش في* ‬البحرين*: ‬عائلة داود بن عبدالقادر المتوفى في* ‬عام *٢٤٩١ ‬ومحمد بن صالح المتوفى عام *١٥٩١ ‬والمرحوم عبدالرحمن بن عبدالقادر البلوشي* ‬والذي* ‬تكفل بتربيته المغفور له الشيخ عيسي* ‬بن على وقد اهداه الشيخ عيسي* ‬بن على الخاتم والذي* ‬اشرنا به في* ‬الحلقة السابقة وصالح بن عبدالرحمن المتوفى في* ٧٥٩١ ‬عبدالرحمن بن صالح المتوفى عام *٠٦٩١ ‬وحسن بن صالح المتوفى في* ‬عام *٧٧٩١ ‬وناصر احمد مراد المتوفى في* ‬عام *٥٥٩١ ‬وغلام بن محمد المتوفى في* ‬عام* ٨٧٩١ ‬وجمعة بن جلال و علي* ‬بن محمد وعبدالله* ‬بن خميس وحسن بن خميس ومحمد صالح وعبدالرحمن صالح وداوود عبدالقادر و حجي* ‬غلام محمد وحسن عبدالله وعلي* ‬بن محم وجمعة جلال وخميس عبدالله*.‬
في* ‬قلعة الديوان* »‬وزارة الداخلية*« ‬حسن بن خميس و علي* ‬بن خميس*.‬
وقد اشتهر قبائل البلوش بالبحرين بالفروسية والرماية وكانو من امهر الذين عرفوا بالقنص*.‬

بلوشستان

بلوشستان دولة ذات سيادة تامة قبل الاحتلال الانجليزي لمنطقة الشرق الاوسط تم تقسيم البلاد الى ثلاث اقسام وزعة بين باكستان وايران وافغانستان تعاني بلوشستان الان من الاباده والتهجير وتغيير الهوية في محاولة لطمسها نهائيا داخل حدود الدول المحتلة بينما ينادي الشعب مستغيثا بضرورة قيام الكيان البلوشي وسيادته على ارضه واعادة امجاده وتاريخه المسلوب ويساهم ابناء الجاليات البلوشيه في مختلف انحاء العالم بتعريف الشعوب بالكارثه التي اصيب بها الشعب البلوشي

اشتباكات بين الشرطة وأنصار زعيم قتيل في بلوشستان

قعت اشتباكات بين قوات الشرطة الباكستانية ومعزين من أنصار الزعيم القبلي "نواب أكبر بوغتي" الذي قتل قبل أيام على يد عناصر من قوات الجيش الباكستاني.

وذكرت أنباء أن الاشتباكات وقعت خلال جمع لأنصار الزعيم القتيل بلغ تعداده نحو 10 آلاف شخص استخدمت فيها القنابل.

وكان "بوغتي" وهو الحاكم السابق لإقليم "بلوشستان" وقاد ثورة مسلحة ضد الحكومة للمطالبة بتوزيع أكثر عدالة لثروة الإقليم من الغاز قد لقي مصرعه في مخبأ جبلي يوم السبت الماضي.

وقد أثار مقتل "بوغتي" موجة عارمة من الغضب بين أنصاره وأتباعه.

وأسفرت تلك الاشتباكات الأخيرة عن مصرع شخصين وجرح العشرات واعتقال المئات.

ومنذ مقتل "بوغتي" لا تزال معظم المتاجر في الإقليم في حالة إضراب.

ويقول المسؤولون الباكستانيون إن جثة "بوغتي" لا تزال في الكهف الذي كان يختبئ فيه وانهار بسبب القصف.

وكان التجمع الذي ضم نحو عشرة آلاف وتم بدعوة من زعماء دينيين وسياسيين قد التأم في ملعب رياضي في "كويتا" عاصمة إقليم "بلوشستان".

وبدأ الجمهور المحتشد بترديد شعارات معادية للجيش الباكستاني بينما كانت مروحية عسكرية تحلق فوق الملعب.

ثم تحول الحشد إلى سلوك عنيف مهاجما مصرفا مجاورا ومتاجر ومكاتب حكومية.

وحسب ما قالت الشرطة الباكستانية فإن ثلاث قنابل يدوية تم إلقاؤها، مما أسفر عن إصابة شخصين بجروح أحدهما شرطي.

وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وفي يوم الإثنين اشتبكت حشود من أنصار "بوغتي" الغاضبة على مقتله مع الشرطة في مدينتي "باسني" و"غوادار".

وقد شددت السلطات الباكستانية الإجراءات الأمنية في أرجاء الإقليم.

البلوش

البلوش والعرب

لما كانت الحركة البلوشية تعني دول الخليج مباشرة بسبب النتائج المترتبة عليها في حال نجاحها أو فشلها، وللعلاقة التاريخية الوطيدة التي تربط بين البلوش وعرب الخليج، فمن الضروري التوقف سريعاً عند هذه العلاقة. فزعامات البلوش تنقسم إلى ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول في القسم الشمالي من بلوشستان الإيرانية.

والجزء الثاني في القسم الجنوبي من بلوشستان الباكستانية ـ وخاصة في مكران ـ وهي التسمية العربية للإقليم بكامله والتي درج البلوشيون على استعمالها. وهذه الزعامات تخضع كلها لما يعرف بـأولاد محمد، المؤلفة من أربعة فروع موزعة في أنحاء الجزيرة العربية. وزعامة"أولاد محمد"تشمل جزءاً كبيراً من بلوشستان كما تشمل القبائل البلوشية الموجودة في عُمان والإمارات والبريمي.

الجزء الثالث في دول الجزيرة العربية. أهمها فرع في سلطنة عُمان بزعامة الشيخ أو المير)حسب التعبير البلوشي(سعيد بن راشد، وفرع في دولة الإمارات العربية بزعامة الشيخ المير مراد آل بركات، الذي يشمل القبائل الموجودة في المناطق الجنوبية الغربية من مكران، وخاصة في الساحل المطل على بحر العرب. وفرع في البحرين بزعامة الشيخ محمد بن حسن آل محمد. وقد ارتبطت زعامته في الفترة الأخيرة بالعمل السياسي أكثر من ارتباطها بالنواحي القبلية الموجودة أصلاً. وقد انتقل في السنوات الأخيرة إلى الإقامة في المملكة العربية السعودية. أما الفرع الرابع فقد اختلط بالفروع الثلاثة عند نزوحها من بلوشستان في عهد نادر شاه في القرن التاسع عشر. فمنهم من اشترك مع سلطان عُمان أحمد بن سعيد في فتح زنجبار، ومنهم من تحالف مع آل كعب في المحمرة في عربستان. ومنهم من تعاون مع آل خليفة عندما كانوا في الكويت وعاونوهم في فتح البحرين وانتزاعها من الفرس.

والبلوش هم سكان القلاع في كل مكان. حتى صاروا يدعون بأهل القلاع. فعندما دخلوا البحرين سنة 1782 ضمن القوات التابعة لأولاد محمد والتي اشتركت مع القبائل العربية الأخرى في الاستيلاء على البحرين من قبضة الشيخ ناصر حاكم بوشهر المدعوم من حكومة فارس، احتلوا القلاع في البحرين وبقوا فيها. وفي العام 1868 ومع بداية الاحتلال البريطاني للبحرين، قامت البحرية البريطانية بقصف قلعتي أبي ماهر وعراد اللتين كان يسكنهما أولاد محمد وأتباعهم. كذلك احتلوا القلعتين الشهيرتين في مسقط ـ الميراني والجلالي ـ عندما استقدمهم السلطان أحمد بن سعيد لمعاونته في فتح أفريقيا الشرقية.

وتغيرت تحالفاتهم مع الظروف السياسية وتقلبات الزمن. وعلى الرغم من علاقتهم العُمانية القديمة، انحازوا إلى السعودية في خلافها مع عُمان حول البريمي أيام السلطان سعيد بن تيمور. أما مقاطعة جوادر الواقعة جنوب بلوشستان على ساحل عُمان فقد ظلت تابعة لسلطنة عُمان وتحت الحكم المباشر للسلطان سعيد بن تيمور والد السلطان الحالي حتى عام 1958، عندما استردتها باكستان في مقابل تعويض مالي قدره ثلاثة ملايين جنيه استرليني، بعد أن كانت مركزاً لاستيراد الرقيق وتجارة الأسلحة وتهريبها طوال النصف الأول من هذا القرن.

وقد حدث تطور خطير في كانون الثاني 1985، إذ عقد لأول مرة في تاريخ البلوش السياسي اجتماع حضره 15 زعيماً من البلوش الإيرانيين، ولم يشترك فيه أي زعيم بلوشي من مناطق أخرى. وكان الاجتماع برئاسة محمد بن حسن آل محمد. وقد قامت السعودية بالضغط على الزعماء البلوش العرب لوقف أية اجتماعات مماثلة مستقبلاً. وكان هذا أول تحرك سياسي علني للبلوش وربما آخر اجتماع.

السبط الضائع

يبقى الحلم بالوطن. صحيح أن الحس القومي الوطني ليس نامياً عند البلوش بالشكل المتعارف عليه عند العرب. إنما كان هناك أمة بلوشية أقامت دولة في الجزء الأخير من القرن الثامن عشر، قبل وصول البريطانيين إلى شبه القارة الهندية وبلاد فارس. والحلم يتجدد اليوم بوطن اسمه بلوشستان، يضم البلوش في باكستان وإيران وأفغانستان.

يكفي البلوش فخراً أنهم يَدْعُون في لغة شبه منقرضة إلى عروبة من لا يتكلم العربية. ألا يكفي أن تطالب هذه الثورة بوطن، كذلك تطالب بلغة، انتسب كل تاريخ أجدادها إليها. إذن لا بد من أن يعيد الوطن الضائع إلى اللسان الأعجمي عربيته بعد أن تاه في مسيرة التاريخ الطويلة ليحقق ذاته ويفرض على العرب الاعتراف بأسباطهم الضائعة.

البلوش في العالم العربي

العدد

البلد

يسكنون في الجنوب الشرقي من مصر / النوبة800.000

مصر

250.000

عُمان

150.000

الإمارات

60.000

السعودية

120.000

البحرين

50.000

الكويت

30.000

العراق

10.000

سورية

10.000

زنجبار

أفريقيا الشرقية 10.000 من ضمن الهجرة العُمانية

تنزانيا

اليمن (لا يعرف عددهم بالضبط بعد انصهارهم مع القبائل اليمنية الأخرى)

أوغندا

000،480،1 نسمة.

المجموع:

اعتمد في سلسلة المقالات على المراجع الآتية:

"تاريخ الشعوب الإسلامية" ـ كارل بروكلمان(ترجمة نبيه أمين فارس ومنير بعلبكي)دار العلم للملايين ـ بيروت ـ 1955/1956.

"التاريخ السياسي لامارة عربستان العربية"ـ مصطفى عبد القادر النجار ـ دار المعارف بمصر 1971.

"ملوك العرب"ـ أمين الريحاني ـ دار ريحاني ـ بيروت 1952.

"تاريخ الكويت السياسي"ـ حسين خلف الشيخ خزعل ـ أربعة أجزاء ـ بيروت 1962 ـ 1965.

"محاضرات في تاريخ شرقي الجزيرة العربية" ـ أحمد مصطفى أبو حاكمة ـ القاهرة ـ 1967/1968.

"تاريخ العراق السياسي الحديث" ـ عبد الرزاق الحسني ـ صيدا 1957.

"الجذور التاريخية للقومية العربية" ـ عبد العزيز الدوري ـ بيروت ـ 1960.

منشورات "جبهة تحرير عربستان"، و«الجبهة العربية القومية لتحرير عربستان"، و"جبهة الشعب العربي الإيراني المسلم".


"نظر معاوية بن أبي سفيان إلى البجاد بن أوس، الخطيب النسابة، في عباءة رثة وهو يجلس في زاوية من المجلس. فألقى عليه نظرة ازدراء تبينها البجاد فردّ عليه:
يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك.. إنما يكلمك من فيها."
"المستطرف الجديد"
هادي العلوي

بلوشستان واحدة من المناطق البعيدة عن العالم التي يلجأ إليها الضعفاء هرباً من الأقوياء، فإذا هي بلد يتأرجح بين الوطن وبين القبيلة، وتحت كل مظاهر الرومانسية من مناظر البلاد الخلاّبة إلى زعماء القبائل بقاماتهم الطويلة ولباسهم المزركش، إلى أسواق المهربين والقلاع الحصينة في ممرات الجبال، تكمن مأساة الواقع المتمثل بالتخلف الاقتصادي والاجتماعي والانقسام القبلي والاضطهاد الثقافي والعرقي والسياسي عبر العصور.

تقع بلوشستان على الحدود بين باكستان وأفغانستان وإيران. ثلثا مساحتها في باكستان والثلث الآخر في إيران. بلوشستان الباكستانية تقع في أقصى غرب البلاد ويبلغ عدد سكانها حوالى ثلاثة ملايين نسمة، من أصلهم حوالى مليون من الباتان. مساحتها 135 ألف ميل مربع تجاورها بلوشستان الإيرانية التي تبلغ مساحتها 70 ألف ميل مربع، وعدد سكانها حوالى المليون. وهناك تجمع قبلي للبلوش في أفغانستان يقدر بحوالى نصف المليون. كلا الجناحين يشكلان الوطن الذي يطمح إلى الاستقلال كبلد شاسع من الوديان والهضاب الجرداء وكمجتمع بدوي ذي تنظيم قبلي.

والذي يجمع البلوش الإيرانيين إلى البلوش الباكستانيين إلى البلوش الأفغانيين ليس فقط الحلم بوطن واحد، بقدر ما هو إقصاء البلوش الإيرانيين عن مراكز السلطة في الحياة الإيرانية، ولكون البلوش أقلية من السنّة العرب في وسط أكثرية من الشيعة الفرس. يضاف إلى ذلك البلوش المتواجدون في الجنوب الغربي من أفغانستان. ويتطلع كل من البلوش الإيرانيين والبلوش الأفغانيين إلى البلوش الباكستانيين لثقلهم السياسي وتحركهم العسكري، فالولاء عند البلوش هو للعائلة وللقبيلة، لا للدولة التي رسمت حدودها قوى الاستعمار التي أرادت تقسيمهم.

سقط نظام الشاه في إيران تحت أقدام الثورة الخمينية الإسلامية، بعد أن حاول طوال حكم أسرته أن يلغي الشخصية البلوشية. وترك الشاه فراغاً لم تكن بلوشستان الإيرانية مهيأة له. وأدرك البلوش الإيرانيون أن خيارهم مع الثورة الإيرانية لا بد أن يكون خياراً تاريخياً حاسماً، إما إيجابياً بقيام كيان ذي استقلال ذاتي، لا تزال الثورة الإيرانية ترفض التسليم به وبغيره من الكيانات القومية التي تتألف منها إيران، وإما سلبياً بالخضوع لسياسة الشاه القديمة أو الاصطدام بالثورة.

"كعب أخيل"

لقد كانت قضية بلوشستان بمثابة "كعب أخيل" لكل نظام تعاقب على حكم باكستان منذ نشوء الدولة في العام 1947 إلى اليوم. وظلت مشكلة البلوش، مشكلة تهدد استقرار كل حكم عرفته باكستان. حتى احتل الاتحاد السوفياتي أفغانستان واشتعلت نيران الحرب العراقية ـ الإيرانية، وأصبح الروس إلى شمالهم والأميركيون إلى جنوبهم في المحيط الهندي. وإذا بالبلوش وقضيتهم يصبحان مدار حديث المعنيين بشؤون غرب آسيا، ومثار اهتمام الدوائر السياسية الدولية ـ ما عدا العرب، أقرب الناس إليهم وأكثرهم تأثراً بما قد يحدث على حدودهم.

لقد خاض البلوش حرب مقاومة ضد السلطة الباكستانية منذ تأسيس دولة باكستان العام 1947. الحرب الأعنف قام بها ذو الفقار علي بوتو (والد بنازير بوتو، التي حكمت باكستان فترتين من بعده) عام 1973 وعام 1977 بتحريض من شاه إيران خوفاً من أن تنتقل الحركة الوطنية البلوشية من بلوش باكستان إلى بلوش إيران. لكن بوتو أراد أيضاً في حربه ضد البلوش أن يزيد عمليات التنقيب عن النفط والمعادن في مناطق بلوشستان التي كانت تحد منها وتهددها المقاومة البلوشية. وأسفرت تلك الحرب عن 3300 قتيل باكستاني باعتراف الحكومة. بينما تؤكد "جبهة تحرير بلوشستان" أن الضحايا الباكستانيين كانوا في حدود ستة آلاف قتيل وجريح. ولم يستطع بوتو أن ينقب لا عن النفط ولا عن المعادن. ولم يستطع وقف تصدير البلوش لثورتهم الوطنية إلى إخوانهم البلوش في إيران، حتى جاءت الثورة الإسلامية الإيرنية لتقتلع الشاه، وجاء انقلاب ضياء الحق العسكري ليقتلع بقايا حكم ذو الفقار علي بوتو، ويقوده إلى المشنقة.

قضية بلوشستان بدأت في الظهور بشكل جدّي على سطح الأحداث في غرب آسيا منذ نيسان 1980، إثر فشل محاولة انقلابية ضد نظام ضياء الحق العسكري وحكومته في باكستان، لعب فيه البلوش دوراً أساسياً. قبل ذلك في العام 1968 انقلب الجيش الباكستاني على الرئيس أيوب خان بسبب اتساع التمرد واستمرار الحرب في بلوشستان، الـمُطالِبَة بوقف سيطرة البنجابيين على مقدرات الدولة وبشيء من الحكم الذاتي. وعندما أرسل ذوالفقار علي بوتو (رئيس الوزراء الممثل لمقاطعة السند ونخبة الموظفين السنديين التي تتحكم في أجهزة الدولة) الجيش مجدداً إلى بلوشستان العام 1973، استقال الجنرال غول حسن (الممثل لمقاطعة البنجاب ونخبة الضباط البنجابيين الذين تتألف منهم معظم كادرات الجيش) احتجاجاً على سياسة بوتو في بلوشستان وإقحام الجيش في معركة خاسرة ضد البلوش. فما كان من بوتو إلا أن عيّن الجنرال ضياء الحق ـ البنجابي الآخر ـ مكانه ليقود الحملة العسكرية ضد ثورة البلوش. فيسّر ذلك طريق بوتو إلى المشنقة التي علّقها له ضياء الحق الذي سرعان ما وجد الطريق أمامه سالكاً نحو السلطة.

نمرود وبيلوس

يرد البلوش أصلهم إلى العرب سكان ما بين النهرين وإلى الكلدانيين من نمرود وبيلوس (من هنا جاءت كلمة بلوش) وقد برز الاهتمام مجدداً في بلوشستان منذ الثورة الإيرانية، وقبلها الغزو السوفياتي لأفغانستان، ومن بعدها الحكم الماركسي الجديد في كابول وصولاً إلى الفوضى التي ضربت أطنابها في أفغانستان لاحقاً، حتى استيلاء الطالبان على الحكم، والتمزق الجديد الذي تشهده أفغانستان اليوم. وللمرة الأولى يواجه البلوش فرصة التأثير في الأحداث العاصفة في آسيا الوسطى، لتأكيد شخصيتهم وثقافتهم ولغتهم المميزة وللخروج بحل، إن لم يكفل لهم وطناً فقد يُؤمّن لهم شيئاً من الحكم الذاتي بعد سنين طويلة من التمرد والاضطهاد.

وينظر البلوش إلى وطنهم بحكم موقعه الاستراتيجي النادر نظرة القادر على استعماله كأداة للضغط على كل من باكستان وإيران، على الرغم من كونه أرضاً جرداء. لذلك فهم يرون إجحافاً في حرمان كل من إسلام أباد وطهران لبلوشستان بشقّيها الباكستاني والإيراني من التنمية الاقتصادية عبر سنين طويلة، بالإضافة إلى حملات القمع لأية مطالب بالمساعدة في تطوير المنطقة، وخاصة إذا رافق هذه المطالب شيء من الحديث عن اللامركزية الإدارية ـ حتى لا نقول «الاستقلال الذاتي» لشعب متميز في تاريخه ولسانه وقوميته. وقد دفع فقر بلوشستان المدقع إلى هجرة أكثر من 300 ألف بلوشي للعمل في دول الخليج. ولما كان القتال هو الحرفة التي يجيدها البلوشي في الحياة أكثر من سواها، فقد كان وجودهم في جيوش دول الخليج التي تعاني نقصاً في السكان الأصليين، أمراً طبيعياً. فهم مقاتلون أشداء مسلمون سنّيون، لهم تاريخ طويل وحافل في العمل العسكري منذ أيام الراج البريطاني في الهند.

إن أي نقاش لأهمية البلوش وقضيتهم بالنسبة إلى العالم العربي إجمالاً والخليج العربي ودوله بالذات، ومضاعفاتها، ينعكس على صورة الأوضاع في القوس الآسيوي الممتد من باكستان إلى تركيا. على أن نقطة الانطلاق لا بدّ أن تبدأ من باكستان لا من إيران، حيث إن دور إيران في ثورة بلوشستان هو دور تكميلي. وإذا كان البلوش سيتحولون إلى الثورة التامة والمطالبة باستقلال كامل، فلا بد من تنسيق للجهود بين البلوش في كل مكان. والتنسيق بين النظامين بالنسبة إلى الثوار سلاح ذو حدّين، إذ سيعني أن الحكومتين الباكستانية والإيرانية ستنسقان أيضاً للقضاء على بذور الثورة وامتدادها. والبلوش الإيرانيون كانوا آخر من جاء لتأييد ثورة خميني، وآخر من صدّق أن الشاه قد رحل دون عودة.

لذلك كانت زهدان عاصمة بلوشستان الإيرانية، آخر مدينة في إيران حطّمت تمثال رضا شاه والد الشاه المخلوع. ولم تفعل ذلك إلاّ عندما وصلتها أنباء استسلام الجيش في طهران لأنصار خميني والثورة. بعدها سُحب التمثال بالحبال وحُطِّم. وظل التحفظ البلوشي تجاه خميني وثورته حتى الآن. فلا تجد أكثر من صور صغيرة لخميني في المتاجر العامة. وكثير من البلوش ما زالوا متأثرين بدعاية حكومة الشاه السابقة حتى إن بعضهم كان يقول: "عندما يذهب الملك تأتي الشيوعية. انظر ماذا حلَّ في أفغانستان".


مَنْ يُريد دولة؟

في نهاية الحرب العراقية ـ الإيرانية في العام 1988، أُعيد فرز مفاهيم الحركات القومية للشعوب المختلفة التي ترزح تحت حكم الفرس في إيران والبنجابيين في باكستان. وكان لا بد لهذه المفاهيم أن تعيد أيضاً طرح الحلم بالوطن انطلاقاً من حس قومي جديد، بدأ ينمو في الشخصية البلوشية المتمردة على قبيلتها والساعية للتعبير عن شخصيتها الوطنية.

لكن السؤال الذي يطرح اليوم في الأوساط الديبلوماسية وفي أروقة صانعي السياسة الخارجية في العالم هو: مَنْ يريد فعلاً إقامة دولة مستقلة في بلوشستان؟

الجواب عن سؤال كهذا يعني جميع الأطراف ذات الاهتمام الكبير بهذا الموضوع التي تشمل بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وإيران والهند وباكستان ـ ودول الخليج العربي حتى لو أرادت أن تستمر في تجاهل القضية البلوشية. إنما من المؤكد أن الولايات المتحدة والسياسة الأميركية في غرب آسيا لا تؤيد ولا تريد إقامة وطن بلوشي مستقل أو شبه مستقل.

عند سقوط أفغانستان في المعسكر السوفياتي، حاولت موسكو أن تؤثر في مجرى التطورات الآخذة في الانفجار في المنطقة. ولم ينجح الاتحاد السوفياتي في تحقيق هدفه بـإنشاء دولة للبلوش يسيطر على مقدراتها بالطريقة التي نجح فيها في أفغانستان، وفشل في أن يتوصل إلى الطموح التاريخي في فتح طريق برّي من حدوده إلى المياه الدافئة في الخليج العربي والمحيط الهندي.

الحرب العراقية ـ الإيرانية واستمرارها طوال ثماني سنوات أبرزت إلى الوجود القضية البلوشية بشكل حاد وسافر، هدد كل المسلمات القومية والإقليمية التي تعاطت فيها الأنظمة العربية خلال تلك السنوات وعلى الأخص الأنظمة الخليجية. غير أنه يجب النظر إلى أمرين أساسيين في ما يعني الموقف العربي من قضية بلوشستان.

الأول: إن الحركة البلوشية هي حركة قبائل عربية تمتد إلى زمان بعيد، ويمكن كتابة مجلدات في تأكيد عروبة البلوش، وبالتالي فإن العرب أمام موقف ملزم قومياً وعصبياً.

الثاني: إنه إذا لم يحتضن العرب ـ والمعتدلون منهم بالذات ـ قضية بلوشستان، فإن الحركة البلوشية التي كادت تقع تحت النفوذ السوفياتي والتأثير الأيديولوجي الماركسي فترة طويلة، قد تقع اليوم تحت نفوذ الإرهاب الإسلامي الدولي. فبدلاً من أن تقوم دولة عربية وطنية المعالم، ستقوم دولة إسلامية من نوع معين، تأخذ من أفغانستان نموذجاً، ويكون العرب قد أضاعوا الفرصة التي منحهم إياها التاريخ في الحفاظ على عروبة البلوش.

لقد كانت الأنظمة الخليجية، قبل الاستقلال وبعده، متحفظة بل معادية، لأية حركة مطالب للبلوش، إما انسجاماً مع السياسة البريطانية في المنطقة تلك الأيام، أو خوفاً من نظام الشاه السابق في إيران الذي كان يهدد هذه الأنظمة العربية. وبقدر ما كان الشاه يحاول طمس معالم عروبة البلوش، كانت الأنظمة الخليجية نفسها، تحاول أن تبتعد عن المشكلة، إما بتعاميها عنها أو بخنق أية محاولة لتجمعها على أرض عربية. مع الاعتراف بأن نظام خاتمي في إيران اليوم، لن يكون أقل تشدداً من نظام الشاه، ولا أقل "وطنية فارسية" من عرش الطاووس.

هناك قرار لا بد من أن يُتخذ، بقيام وطن بلوشي يعزز ويخدم الأنظمة الخليجية، ويؤكد عروبة الخليج، ويزيد حمايته في وجه الهجرات الآسيوية غير العربية، سواء أكانت من الهند أم الفليبين أم كوريا. والذي يعترف "بعروبة" الصومال وجزر القمر وجيبوتي ـ وربما أريتريا ـ يجب أن لا يجد غضاضة في الاعتراف بعروبة بلوشستان التي لا تحتاج إلى تأكيد أصالتها العربية. وقد يجد العرب في بلوشستان العصر الحديث، كسباً يعادل كسب الفتوحات الإسلامية الغابرة.

تحالفات قبلية

حافظ البلوش في باكستان على زعاماتهم القبلية، أو نظام"السردارات"، حين حافظت بريطانيا عند تأسيس دولة باكستان وتقسيم الهند عام 1947، على كافة الحقوق الإقطاعية التي كانت ممنوحة لهم منذ أيام الملكة فيكتوريا.

ولما كانت بلوشستان مجتمعاً إقطاعياً قبلياً، فإن تحالفاتها كناية عن تحالفات قبلية. وهي موزعة في أربع مناطق رئيسية:

1 ـ بلوشستان الشرقية في باكستان: التي أصبح نضالها مختلطاً بين النضال من أجل وطن قومي والنضال ضد النظام القائم.

2 ـ بلوشستان الجنوبية الإيرانية: التي بدأت تبحث عن وسيلة للتفاهم مع سلطات الثورة الإيرانية من قبل اندلاع الحرب العراقية ـ الإيرانية.

3 ـ بلوشستان الشمالية: التي تقع بين أفغانستان وإيران التي اختلط عملها في السابق بين مقاومتها نظام ضياء الحق قبل مصرعه وبين حرصها على ألا تقع في أحضان السوفيات عندما كانوا في أفغانستان. لذلك لعبت دور المساعد للثوار الأفغانيين بحكم عوامل الدين المشترك والضيافة القبلية التقليدية، من دون أن تُحرج علاقاتها كلياً مع موسكو في ذلك الوقت.

زعيم هذا الجناح مولاي عبد العزيز ملّا زاده، الذي يترأس حزب"اتحاد المسلمين البلوش"، ينطلق من ضرورة تضامن السنّة البلوش مع السُّنة الأفغانيين. ومحمد شريف زعيم البلوش الأفغانيين كان يتصل بطهران ويزورها بحثاً عن تفاهم مع الثورة الإسلامية لتشكيل حلف من السُّنة البلوش في أفغانستان مع الشيعة في إيران ضد نظام ضياء الحق السابق في باكستان الخارج عن الإسلام في رأيهم، وسعياً إلى الوقوف بوجه الشيوعية "الملحِدة" الممثلة بالقوات السوفياتية التي كانت تحتل أفغانستان.

وقد أوقعت الحرب في أفغانستان بين قوات النظام الموالي لموسكو والمجاهدين الأفغانيين انقساماً في صفوف الحركة الوطنية البلوشية. زعماء البلوش في حزب"عوامي الوطني"المحظور في باكستان ـ قوات بخش بيزنغو وعطا الله منجل وميرخير بخش مري ـ وحدوا قواتهم في هذا الحزب اقتناعاً منهم أن باكستان التي تحكمها النخبة من البنجابيين ستستخدم القوة للحفاظ على مراكزها ضد القوميات الأخرى كالسنديين والباتان والبلوش.

لكن الحزب انقسم عندما خرج بيزنغو من السجن عام 1978 وألّف حزب"باكستان الوطني"وبدأ محادثات مع نظام ضياء الحق. حتى أنه حاول إقامة تحالف مع حزب الشعب حزب بوتو) أحد أعداء الحركة البلوشية الأصليين. وخسر بيزنغو قواعده الشعبية لدى البلوش من جراء مواقفه المهادنة من النظام. وتشتت شمل الزعماء البلوش الثلاثة، بينما استمرت"الجبهة الشعبية لتحرير بلوشستان"متمسكة بموقفها المبدئي: وهو الاستمرار في النضال ضد النظام الباكستاني عن طريق القتال. لكن الجبهة كانت تؤكد باستمرار التزامها المطلق ورغبتها الدائمة في الابتعاد عن القوى الكبرى خوفاً من الابتلاع.

كذلك انقسم"الحزب الوطني الديموقراطي"بزعامة والي خان، وهو الحزب الذي يمثل المقاطعة الشمالية الغربية الحدودية في باكستان، ويضم تجمع الباتان والبلوش، إلى فريقين: اليسار وأكثره من البلوش مع الثورة الأفغانية. واليمين وأكثره من الباتان ضد الثورة في كابول. اليسار البلوشي أكثر عداء للحكم المركزي في باكستان والحكم الديني في إيران. واليمين الباتاني أكثر تفهماً وتفاهماً مع الحكم المركزي الباكستاني.